حزب العمال الكردستاني يعلن وقف إطلاق النار استجابة لدعوة زعيمه أوجلان

0
1

أعلن حزب العمال الكردستاني المحظور وقفًا فوريًا لإطلاق النار استجابةً لدعوة زعيمه المسجون عبد الله أوجلان بالتخلي عن السلاح، في خطوة مهمة نحو إنهاء صراع مستمر منذ أربعة عقود مع الدولة التركية.

كان أوجلان قد دعا الحزب إلى إلقاء سلاحه وحل نفسه، وهي خطوة حظيت بتأييد الحكومة التركية وحزب المساواة والديمقراطية للشعوب الموالي للأكراد.

أبعاد القرار وتأثيره على المنطقة

تعد هذه الخطوة، في حال نجاحها، تحولًا كبيرًا قد ينهي نزاعًا أودى بحياة أكثر من 40 ألف شخص منذ أن بدأ حزب العمال الكردستاني نشاطه المسلح عام 1984، حيث يتمركز حاليًا في مناطق جبلية بشمال العراق.

وقد يساهم وقف إطلاق النار في تعزيز الاستقرار في جنوب شرق تركيا، الذي شهد عقودًا من العنف المسلح، مما قد يفتح المجال أمام التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة.

مطالب الحزب وشروطه

أعرب حزب العمال الكردستاني عن أمله في أن تمنح السلطات التركية مزيدًا من الحريات لأوجلان، الذي يعيش في عزلة شبه تامة منذ 1999، لتمكينه من قيادة عملية إنهاء النزاع. وأكد أن تحقيق السلام يتطلب ضمانات سياسية وقانونية تهيئ الظروف المناسبة لتنفيذ عملية إلقاء السلاح.

جاء في بيان صادر عن الحزب: “نحن، كحزب العمال الكردستاني، نتفق مع مضمون الدعوة ونعلن التزامنا بتنفيذها، لكن لا بد من تهيئة الظروف السياسية والقانونية لضمان نجاح العملية”. وأضاف البيان أن قوات الحزب لن تقوم بعمليات مسلحة إلا في حال التعرض لهجمات، مشددًا على أن وضع السلاح يتطلب قيادة مباشرة من أوجلان.

كما أبدى الحزب استعداده لعقد مؤتمر كما دعا أوجلان، لكنه أكد ضرورة مشاركة زعيمه شخصيًا في قيادته لضمان نجاحه.

ردود الفعل والموقف الرسمي التركي

أشار جودت يلماز، نائب الرئيس التركي، إلى أن الصراع المسلح أعاق التنمية والاستثمارات والسياحة والطاقة في تركيا، مؤكدًا أن إنهاء النزاع سيفتح صفحة جديدة نحو الاستقرار والتنمية والديمقراطية.

من جهته، صرح وزير العدل التركي بأنه “لا توجد مناقشات أو مفاوضات حالية بشأن إصدار عفو أو فرض إقامة جبرية أو أي خيارات أخرى” فيما يتعلق بأوجلان، ما يترك مستقبل هذه المبادرة غير واضح.

تأثيرات إقليمية ودولية

ترحب القوى الإقليمية والدولية، بما في ذلك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، بهذه الخطوة باعتبارها فرصة لتحقيق الاستقرار في المنطقة، خصوصًا مع استمرار التوتر في شمال العراق وسوريا.

كما أن إنهاء التمرد قد يساهم في تقليل حدة النزاعات في شمال العراق الغني بالنفط، ويؤثر على موازين القوى في سوريا، حيث تدعم أنقرة المعارضة السورية ضد الجماعات الكردية المسلحة المدعومة من الولايات المتحدة.

في حين وصفت قوات سوريا الديمقراطية دعوة أوجلان بأنها “إيجابية”، إلا أنها أكدت أنها “لا تنطبق عليها”، مما يشير إلى أن تداعيات هذا القرار قد لا تشمل جميع الفصائل الكردية المسلحة في المنطقة.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا