توقيف جماعي في مصر لناشطين أجانب قبيل انطلاق مسيرة غزة

0
4

أوقفت السلطات المصرية 200 ناشط أجنبي على الأقل في مطار القاهرة وفنادق في العاصمة، قبيل انطلاق “المسيرة العالمية إلى غزة” الداعية لكسر الحصار عن القطاع، بحسب ما أفاد المتحدث باسم المبادرة.

وقال سيف أبو كشك، المتحدث باسم “المسيرة العالمية إلى غزة”، لوكالة فرانس برس إن عدد الموقوفين “تجاوز 200 شخص، من جنسيات أميركية وأسترالية وهولندية وفرنسية وإسبانية ومغربية وجزائرية”.

وكان النشطاء قد أعلنوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي عزمهم الوصول إلى الحدود المصرية مع غزة عند معبر رفح للمطالبة بإدخال المساعدات الإنسانية وإنهاء الحصار، عبر مسيرات وقوافل من أوروبا وشمال أفريقيا.

في المقابل، دعا وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس السلطات المصرية إلى “منع وصول المحتجين الجهاديين إلى الحدود المصرية الإسرائيلية”، محذرًا من “أي استفزازات أو محاولات دخول إلى غزة”، معتبراً أن المسيرة “تشكل خطرًا على سلامة الجنود الإسرائيليين”.

وعقب هذه التصريحات، أصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانًا أكدت فيه أهمية الضغط على إسرائيل لإنهاء الحصار، مشددة في الوقت ذاته على ضرورة حصول الوفود الأجنبية على “موافقات مسبقة” قبل زيارة المنطقة الحدودية.

وأوضح البيان أن السبيل الوحيد للنظر في هذه الطلبات هو عبر التقدم الرسمي من خلال السفارات المصرية في الخارج، أو عبر السفارات الأجنبية بالقاهرة وممثلي المنظمات إلى وزارة الخارجية.

من جهته، أكد أبو كشك أن المنظمين اتبعوا كل الإجراءات المطلوبة، قائلًا: “لقد قدمنا أكثر من 50 طلبًا ولم نحصل على رد”.

وأضاف أن دخول أفراد من الشرطة بالزي المدني إلى غرف الفنادق ومصادرة الهواتف وتفتيش المتعلقات كان “غير متوقع تمامًا”، موضحًا أن رجال الشرطة كانوا يحملون قوائم بأسماء بعض الأجانب وحققوا معهم، ثم تم توقيف البعض والإفراج عن آخرين.

وأشار إلى أن أكثر من 20 شخصًا من الوفد الفرنسي تم احتجازهم في المطار لأكثر من 18 ساعة.

من جهتها، ذكرت المجموعة اليونانية المشاركة في المسيرة أن “عشرات المواطنين اليونانيين” أوقفوا أيضًا في المطار “رغم تقديمهم جميع المستندات المطلوبة والتزامهم بالقانون والإجراءات الرسمية لدخول البلاد”.

وحصلت فرانس برس على معلومات عن ترحيل مواطنين كولومبيين وجزائريين من مطار القاهرة.

ورغم هذه التوقيفات، أكد منسقو المسيرة في بيان اليوم أن “الآلاف من المشاركين موجودون في مصر ومستعدون للتوجه إلى العريش غدًا، ومن هناك إلى رفح سيرًا على الأقدام”، معربين عن أملهم بالوصول إلى رفح في الموعد المحدد.

وأشار منظمو المسيرة في مؤتمر صحافي إلى أن نحو 4000 شخص من أكثر من 40 دولة اشتروا تذاكر إلى القاهرة للمشاركة، وقد وصل بعضهم بالفعل، فيما يُنتظر وصول العدد الأكبر قريبًا.

وأكد أبو كشك أن المسيرة ستُنفذ رغم ما حدث، مضيفًا: “عدد الموجودين حاليًا في مصر، والمتوقع وصولهم اليوم، كافٍ لتنظيم هذه المسيرة”.

وتسعى “المسيرة العالمية إلى غزة” للتحرك بالحافلات من القاهرة إلى مدينة العريش شمال سيناء، ثم التوجه إلى رفح سيرًا على الأقدام. وترافقها قافلة أخرى تحمل اسم “صمود”، انطلقت من تونس مرورًا بليبيا، ومن المقرر أن تدخل مصر عبر الحدود البرية.

في سياق متصل، اطلعت فرانس برس على فيديو لطائرة تقل أكثر من ثلاثين شخصًا تم ترحيلهم من القاهرة، يظهرون وهم يهتفون بالفرنسية: “العالم متضامن معك يا غزة”.

كما أظهرت مقاطع أخرى مجموعة من المشاركين يتم نقلهم في حافلات محاطة بعناصر الأمن، في حين ظهرت إحدى الموقوفات وهي تصوّر غرفة مكتظة قالت إنهم محتجزون فيها “مع نحو 30 أو 40 شخصًا، ولا أحد يخبرهم بأي شيء”.

وقال أحد المفرج عنهم من الجنسية الفرنسية، فضل عدم الكشف عن اسمه، إنه كان محتجزًا في غرفة بالمطار مع نحو 15 شخصًا، وقد رأى “عددًا كبيرًا من الموقوفين، بينهم إسبان وبلجيكيون”، مشيرًا إلى أن بعضهم كان محتجزًا منذ فجر اليوم السابق، وتم اقتياد آخرين إلى غرف منفصلة “ولم نرهم مرة أخرى”.

وفي الوقت الذي تشهد فيه القاهرة هذه التطورات، وصلت قافلة “صمود” إلى العاصمة الليبية طرابلس، وعلى متنها مئات النشطاء من تونس والجزائر والمغرب وموريتانيا، وهي متوجهة نحو شرق ليبيا باتجاه الحدود مع مصر. ولا يزال من غير المؤكد ما إذا كانت ستتمكن من عبور الحدود التي تخضع لسيطرة قوات المشير خليفة حفتر.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا