مؤتمر دولي في جنيف لمناقشة أوضاع الفلسطينيين في الأراضي المحتلة

0
4

دعت سويسرا إلى عقد مؤتمر دولي في جنيف لمناقشة أوضاع المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، استجابةً لطلب الجمعية العامة للأمم المتحدة، وذلك وفق ما أعلنت وزارة الخارجية السويسرية.

وذكرت الوزارة أن “مؤتمر الأطراف السامية المتعاقدة في اتفاقية جنيف الرابعة” سيُعقد بحضور ممثلي الدول الموقّعة على الاتفاقية، بهدف دراسة آليات حماية السكان المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية. ومن المقرر أن يحضره ممثلو 196 دولة، وهم الممثلون الدائمون للأطراف السامية المتعاقدة في اتفاقيات جنيف، والذين يتخذون من جنيف مقرًّا لهم.

خلفية المؤتمر وأهميته

في قرار سابق، كلفت الجمعية العامة للأمم المتحدة سويسرا بتنظيم هذا المؤتمر لمناقشة الأوضاع الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بناءً على اتفاقية جنيف الرابعة التي تنص على حماية المدنيين في أوقات النزاعات المسلحة. وبصفتها الدولة الحاضنة لاتفاقيات جنيف، لعبت سويسرا دورًا محوريًا في تنظيم مؤتمرات مماثلة خلال الأعوام 1999 و2001 و2014.

طبيعة المؤتمر وأهدافه

أكدت وزارة الخارجية السويسرية أن المؤتمر لن يصدر قرارات ملزمة، لكنه يهدف إلى إعادة التأكيد على قواعد القانون الإنساني الدولي وتسليط الضوء على الانتهاكات التي يتعرض لها المدنيون في الأراضي المحتلة. ويأتي هذا المؤتمر في ظل تصعيد مستمر في الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث تتفاقم الأوضاع الإنسانية نتيجة العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة.

التطورات الميدانية في الأراضي الفلسطينية

يواصل الجيش الإسرائيلي منذ أسابيع عملية عسكرية واسعة في شمال الضفة الغربية، عقب اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، والذي دخل حيز التنفيذ بعد حرب مدمرة استمرت 15 شهرًا. وأتاح هذا الاتفاق تبادل أسرى فلسطينيين بمعتقلين إسرائيليين، بالإضافة إلى إدخال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة، حيث يواجه أكثر من مليوني فلسطيني أوضاعًا إنسانية كارثية بسبب تدمير البنية التحتية ونقص الموارد الأساسية.

في الضفة الغربية، وصفت العمليات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة بأنها الأوسع منذ حوالي عقدين، حيث أعلنت إسرائيل أنها قامت بإخلاء عشرات الآلاف من الفلسطينيين من ثلاثة مخيمات للاجئين في شمال الضفة الغربية، دون السماح لهم بالعودة إلى ديارهم. ووفق تقديرات الأمم المتحدة، يبلغ عدد النازحين نحو 40 ألف شخص.

ومنذ بداية التصعيد، أسفرت العمليات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية عن مقتل أكثر من 900 فلسطيني بنيران القوات الإسرائيلية أو المستوطنين، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية في رام الله. كما قتل 32 إسرائيليًا على الأقل في هجمات نفذها فلسطينيون خلال الفترة ذاتها، بحسب مصادر رسمية إسرائيلية.

ردود الفعل والتوقعات

يثير انعقاد المؤتمر في جنيف اهتمامًا واسعًا في الأوساط الدبلوماسية، حيث يتوقع أن يُسلّط الضوء على الالتزامات القانونية للمجتمع الدولي تجاه حماية المدنيين الفلسطينيين بموجب اتفاقيات جنيف. ومع ذلك، تبقى التساؤلات حول مدى تأثير هذا المؤتمر على أرض الواقع، خاصة في ظل استمرار العمليات العسكرية وتصاعد التوترات في المنطقة.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا