شهد قطاع غزة توقفًا للقتال بعد بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في خطوة قد تمهد الطريق نحو إنهاء حرب استمرت 15 شهرًا وتسببت في دمار واسع بالقطاع.
تفاصيل التأجيل وبدء التنفيذ
كان من المفترض أن يبدأ تنفيذ الاتفاق عند الساعة 06:30 بتوقيت غرينتش، إلا أن العملية تأجلت حتى الساعة 09:15 بتوقيت غرينتش بسبب عدم تقديم حماس قائمة بأسماء ثلاث رهائن إسرائيليات كان من المقرر إطلاق سراحهن كجزء من الاتفاق.
- إسرائيل تحمل حماس المسؤولية: صرح وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر بأن القائمة وصلت متأخرة بأكثر من 18 ساعة.
- رد حماس: عزت الحركة التأخير إلى “أسباب فنية ميدانية”، مشيرة إلى أن استمرار الغارات الإسرائيلية حتى الموعد الأصلي للاتفاق أعاق إرسال القائمة إلى الوسطاء.
أبرز بنود الاتفاق
- إطلاق سراح الرهائن: تنص المرحلة الأولى على الإفراج عن 33 رهينة، من بينهم نساء وأطفال ورجال فوق سن الخمسين، مقابل إطلاق إسرائيل سراح حوالي 2000 معتقل فلسطيني على مراحل.
- آلية التنفيذ: يتم تبادل الأسرى والرهائن بوساطة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، حيث يتم تحديد مواقع لتسليم الرهائن داخل غزة.
- استمرار التهدئة: يمتد الاتفاق في مرحلته الأولى لمدة ستة أسابيع، على أن يتم تقييم الوضع بعدها.
التداعيات الميدانية والسياسية
- على الأرض:
- أكد سكان القطاع أن أصوات القتال والغارات توقفت قبيل بدء التنفيذ الرسمي للاتفاق.
- ذكرت وسائل إعلام تابعة لحماس أن الجيش الإسرائيلي بدأ انسحابه من مناطق في رفح باتجاه الحدود مع مصر.
- السياسة الإسرائيلية:
- تسبب الاتفاق في انقسام داخل الحكومة الإسرائيلية، حيث أعلن وزراء من حزب “عوتسماه يهوديت” اليميني المتطرف استقالتهم احتجاجًا على وقف الحرب.
- وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش هدد بالانسحاب من الحكومة إذا استمرت التهدئة.
خسائر الحرب
- في غزة:
- أسفرت الحملة الإسرائيلية عن مقتل نحو 47 ألف فلسطيني، بينهم آلاف النساء والأطفال، وفقًا لوزارة الصحة في القطاع.
- تدمير واسع للبنية التحتية، ما أدى إلى نزوح سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.
- في إسرائيل:
- قُتل أكثر من 400 جندي إسرائيلي في العمليات العسكرية.
- منذ بداية الحرب، لقي أكثر من 1200 شخص مصرعهم نتيجة هجوم حماس على جنوب إسرائيل في أكتوبر 2023.
أبعاد إقليمية ودولية
أحدثت الحرب زلزالًا سياسيًا في الشرق الأوسط:
- ضعف “محور المقاومة”: تعرضت الجماعات المدعومة من إيران، مثل حزب الله والفصائل الفلسطينية، لضربات موجعة أضعفت قدراتها.
- إدانة دولية لإسرائيل: تواجه إسرائيل عزلة دولية متزايدة بسبب حجم الدمار وعدد القتلى في غزة، مع تقديم مذكرات اعتقال بحق نتنياهو أمام المحكمة الجنائية الدولية.
- دور الوساطة الدولية: لعبت مصر وقطر والولايات المتحدة دورًا حاسمًا في التوصل للاتفاق، مع تنسيق مستمر بين إدارة بايدن ومبعوثي الرئيس الأمريكي المنتخب.
هل تكون هذه التهدئة بوابة لسلام دائم؟
رغم بدء سريان وقف إطلاق النار، فإن مستقبل غزة يظل غامضًا. إعادة إعمار القطاع ستتطلب مليارات الدولارات وسنوات من الجهود الدولية، فيما لا يزال غياب اتفاق شامل بشأن مستقبل القطاع عائقًا أمام الاستقرار الطويل الأمد.
خلاصة المشهد
يدخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ وسط آمال دولية بإنهاء معاناة المدنيين، لكن التحديات السياسية والميدانية تُبقي التساؤلات قائمة حول إمكانية تحول هذه التهدئة إلى حل دائم للصراع الممتد منذ عقود.