ارتفعت حصيلة القتلى جراء القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة إلى 8306 وفق ما أعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس، وقالت الوزارة في بيان مقتضب “ارتفاع عدد شهداء العدوان إلى 8306 بينهم 3457 طفلاً”. وتواصل إسرائيل قصفها للقطاع كما أنها وسعت من نطاق عملياتها البرية داخله.
دخلت دبابات إسرائيلية حيا على أطراف مدينة غزة، وقطعت الطريق الرئيسي بين شمال القطاع وجنوبه، وفق ما أفاد شهود وكالة فرانس برس، فيما وسعت الدولة العبرية في الأيام الأخيرة نطاق عملياتها على الأرض، وأشار الشهود الى إن الدبابات وصلت أطراف حي الزيتون في مدينة غزة. وقال أحدهم “قاموا بقطع شارع صلاح الدين (الذين يربط الشمال بالجنوب) وهم يطلقون النار باتجاه أي سيارة تمرّ هناك، وكانت إسرائيل أنذرت سكان شمال قطاع غزة بضرورة التوجه نحو الجنوب لتجنب عملياتها العسكرية التي تتوسع في الشمال. ولم يمتثل الجميع لهذه التحذيرات، إذ بقي عشرات الآلاف في المنطقة، وكثفت إسرائيل منذ الجمعة نطاق عملياتها البرّية، وأعلنت زيادة عديد قواتها على الأرض. وقالت حركة حماس إن “الاشتباكات العنيفة” متواصلة على الأرض بين مقاتليها والجنود الإسرائيليين، وتسببت الحرب الدائرة بين الطرفين منذ 24 يوما بمقتل الآلاف.
شنت حركة حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الحالي هجوما غير مسبوق في تاريخ إسرائيل تسللت خلاله الى مناطق إسرائيلية، وتسبب بمقتل أكثر من 1400 شخص معظمهم مدنيون قضوا في اليوم الأول للهجوم الذي احتجزت خلاله حماس أيضا 239 رهينة، وفق السلطات الإسرائيلية، وتردّ إسرائيل منذ ذلك التاريخ بقصف مدمر على قطاع غزة، يترافق منذ أيام مع عمليات عسكرية برية داخل القطاع. وقتل في قطاع غزة 8306 أشخاص، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحركة حماس صدرت اليوم، معظمهم مدنيون، وأعلن الجيش الإسرائيلي الاثنين أنه ضرب “أكثر من 600” هدف في قطاع غزة “في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة”، وأضاف في بيان “خلال اشتباكات مع إرهابيين في قطاع غزة، قتلت قوات الجيش عشرات الإرهابيين الذين تحصنوا في أبنية وأنفاق وحاولوا مهاجمة قواتنا”، وأشار الى أن إحدى طائراته استهدفت مبنى “كان في داخله نحو 20 إرهابيا من حركة حماس”، فيما ضربت أخرى “موقعا لإطلاق الصواريخ المضادة للدروع” في منطقة جامعة الأزهر في مدينة غزة.

بعد أكثر من ثلاثة اسابيع على اندلاع الحرب، تتواصل الدعوات للسماح بدخول مساعدات إنسانية إلى المدنيين في قطاع غزة الذي تفرض عليه إسرائيل “حصارا مطبقا” وتقطع عنه الماء والكهرباء والإمدات الغذائية والوقود. بينما يبقى معبر رفح مع مصر، الوحيد غير الخاضع لسيطرة إسرائيل، مقفلا، وقد مرت عبره شحنات محدودة من المساعدات، ويخضع قطاع غزة أصلا لحصار بري وجوي وبحري من إسرائيل منذ إمساك حركة حماس بالسلطة فيه عام 2007، وقال المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان الأحد في القاهرة بعد زيارته معبر رفح الحدودي حيث تتكدس المساعدات الدولية للمدنيين الفلسطينيين، بأن “منع وصول المساعدات يمكن أن يشكل جريمة”، مضيفا “على إسرائيل أن تضمن، بلا تأخير، حصول المدنيين على الغذاء والدواء” في غزة، وأفاد البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي جو بايدن وجّه نداء إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو “بضرورة زيادة تدفق المساعدات الإنسانية بشكل كبير فورا”.

مزيد من شاحنات المساعدات
دخلت 33 شاحنة محمّلة بمساعدات إنسانية إلى قطاع غزة الأحد عبر رفح، وفق ما ذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، وقال المكتب في تقريره اليومي “على الرغم من أن هذه الزيادة مرحب بها، إلا أن هناك حاجة إلى حجم أكبر بكثير من المساعدات بشكل منتظم لتجنب مزيد من التدهور في الوضع الإنساني المتردي، بما فيها الاضطرابات المدنية”، وقال المكتب إن ما مجموعه 117 شاحنة مساعدات إنسانية تمكنت من دخول غزة منذ 21 تشرين الأول/أكتوبر، معظمها (70 شاحنة) تحوي معدات طبية، واحتوت 60 شاحنة على أغذية ومنتجات غذائية، و13 شاحنة أخرى على مياه ومعدات صحية.
في ظل تزايد الأزمة الإنسانية، حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) من انهيار “النظام العام” مع انتشار الفوضى بعد اقتحام مستودعات ومراكز لتوزيع المساعدات الغذائية تابعة لها، وحذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأحد من أن الوضع في غزة “يزداد يأسا ساعة بعد أخرى”.
في أحد مخابز رفح في جنوب قطاع غزة، أسف سليمان الحوّلي لمشهد الحشود التي تتدافع للحصول على رغيف من مخبزه. وقال لوكالة فرانس برس “أشعر بضيق عندما لا أستطيع إعطاء خبز للجميع”، موضحا أن “المخبز يَدوي وينتج 30 ربطة في الساعة… هذا أقل من حاجة الناس بكثير”، وسويت آلاف المباني بالأرض في قطاع غزة الذي يسكنه 2,4 مليون شخص فيما اضطر 1,4 مليون منهم إلى النزوح.

تهديدات لمستشفيات
قالت جمعية إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني الأحد إن الجيش الإسرائيلي وجّه إنذارات بضرورة إخلاء مستشفى القدس التابع لها في وسط قطاع غزة، ويقصف محيطه بشكل “متواصل” ما تسبب بأضرار في أقسامه، وأكدت الجمعية في بيان أن “الاحتلال الاسرائيلي يتعمّد إطلاق صواريخ مباشرة بجوار مستشفى القدس بشكل متواصل، بهدف إجبار الكادر الطبي والنازحين والمرضى على إخلائه، ما ألحق اضرارا بالغة في أقسام المستشفى، وعرّض الأهالي والمرضى للاختناق”، واعتبر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية يدروس أدهانوم غيبريسوس أن التقارير المتعلقة بتهديد المستشفى تثير “قلقا بالغا”، وأضاف عبر منصة “إكس” (تويتر سابقا) “نكرّر، من المستحيل إخلاء المستشفيات المكتظة بالمرضى دون تعريض حياتهم للخطر”، وتتهم إسرائيل حماس بإخفاء أسلحة في المستشفيات وبتواجد مقاتلين لها فيها، الأمر الذي تنفيه الحركة الفلسطينية، وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أعلن السبت بدء “المرحلة الثانية من الحرب” الهادفة إلى “تدمير قدرات حماس العسكرية وقيادتها” واستعادة الرهائن.

توتر على جبهات أخرى
تتزايد المخاوف من توسع نطاق النزاع الى مناطق أخرى ودول أخرى، ففي القدس الشرقية، أصيب شرطي إسرائيلي بجروح الاثنين بعدما طعنه فلسطيني أعلنت الشرطة في وقت لاحق أنها قتلته.
في الضفة الغربية المحتلة، قتل أربعة فلسطينيين خلال عملية للجيش الإسرائيلي في جنين، ولم يصدر أي تعليق للجيش الإسرائيلي حتى الآن على العملية، وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” إن ” أكثر من 100 مركبة عسكرية اقتحمت مدينة جنين من محاور عدة برفقة جرافتين عسكريتين”، وقتل نحو 120 فلسطينيا بنيران الجيش الإسرائيلي ومستوطنين في الضفة الغربية منذ بدء الحرب الأخيرة، ودعت برلين إسرائيل إلى “حماية” الفلسطينيين في الضفة الغربية من “المستوطنين المتطرفين”، وتخشى دول عدة انخراط أطراف حليفة لحماس مثل إيران وحزب الله اللبناني في الحرب، وأعلن الجيش الإسرائيلي الاثنين أنه ضرب أهدافا عدة في سوريا حيث تقاتل مجموعات عدة موالية لإيران الى جانب النظام السوري، ردا على إطلاق صواريخ في اتجاه إسرائيل، والتوتر على أشده أيضا عند الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان حيث تسجل عمليات قصف وإطلاق نار يومية متبادلة، وأعلن الجيش الإسرائيلي الأحد قصفا جديدا من لبنان باتجاه قطاع هار دوف وإطلاق صافرات الإنذار في كريات شمونة، مشيرا الى أنه ردّ على مصدر النار.

حزب الله على خطّ المواجهة
أعلن حزب الله أن مقاتليه “استهدفوا مسيرة إسرائيلية في منطقة شرق الخيام بصاروخ أرض جو وأصابوها إصابة مباشرة”، مضيفا أنها “شوهدت بالعين المجردة وهي تسقط داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة”. وأفاد عن مقتل أحد عناصره، ما يرفع عدد قتلاه منذ بدء الحرب الى أكثر من 45، وتبنت كتائب القسام إطلاق 16 صاروخا من لبنان على منطقة نهاريا داخل إسرائيل “ردا على جرائم الاحتلال بحق أهلنا في غزة”.
قتل فلسطيني برصاص الشرطة الإسرائيلية بعدما طعن شرطيا من قوات حرس الحدود في القدس الشرقية المحتلة فيما تكثف إسرائيل قصفها وتوسع عملياتها البرية في قطاع غزة، وأكدت الشرطة الإسرائيلية مقتل منفذ الهجوم، وكانت الشرطة قالت في بيان سابق إن أحد سكان “القدس الشرقية وصل مسلحا بسكين إلى محطة وقود ماندلباوم في القدس وطعن جنديا من حرس الحدود في الجزء العلوي من جسده”، وأضاف البيان “شرعت القوات بمطاردة المشتبه به وتمكنت من تحييده” وأشار بيان لاحق إلى “ضبط السكين المستخدم في الهجوم في مكان الحادث”، ولم يقدم بيان الشرطة تفاصيل حول هوية المنفذ، وقال مستشفى شعاري تصيدق في القدس إن المصاب “في الثلاثينيات من عمره، حالته خطرة لكن مستقرة، وقد أصيب بجروح في الجزء العلوي من جسده”.

