المحطات الرئيسية السبع في الحرب الروسية على أوكرانيا

0
9

من الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 شباط فبراير 2022، إلى إعلان قائد مجموعة فاغنر المسلّحة الروسية يفغيني بريغوجين أن مقاتليه سيسلمون مدينة باخموت في شرق أوكرانيا للجيش الروسي في 25 أيار/مايو، سبع محطات رئيسية في نزاع مميت لم تشهد له أوروبا مثيلًا منذ عام 1945، بحسب تقديرات غربية، تتجاوز حصيلة قتلى وجرحى الحرب في كلّ معسكر الـ150 ألف.

غزو واسع النطاق 

فجر 24 شباط فبراير، بدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “عملية عسكرية خاصة” من أجل “نزع سلاح” أوكرانيا والقضاء على “النازيين” فيها، أكد أنه يريد الدفاع عن “جمهوريتي” لوغانسك ودونيتسك الانفصاليتين في منطقة دونباس في شرق أوكرانيا اللتين أعلن استقلالهما ورعى الحرب التي خاضتها فيهما القوات الموالية لروسيا ضد كييف طيلة ثماني سنوات، وبدأ الغزو واسع النطاق بضربات جوية في جميع أنحاء البلاد، ودخلت القوات البرية من الشمال من بيلاروس حليفة موسكو، ومن الشرق والجنوب، وأثار الهجوم الروسي، بعد شهور من التوتر والجهود الدبلوماسية لتجنب الحرب، سيلًا من الإدانات الدولية، فرض الغرب سلسلة من العقوبات الاقتصادية على روسيا تم تشديدها بمرور الوقت. وفي خطوة غير مسبوقة، أعلن الاتحاد الأوروبي تسليم أسلحة لأوكرانيا وأرسلت الولايات المتحدة مليارات الدولارات من المساعدات العسكرية، وفي آذار/مارس 2023، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق الرئيس الروسي بتهمة ترحيل أكثر من 16 ألف طفل أوكراني إلى روسيا.

رعب في بوتشا 

في غضون أيام، سيطرت القوات الروسية على ميناء بيرديانسك الرئيسي والعاصمة الإقليمية خيرسون القريبة من البحر الأسود، بالإضافة إلى عدة بلدات حول كييف في وسط شمال البلاد، ومنذ آذار/مارس 2023، تحتل قوات موسكو محطة زابوريجيا النووية في جنوب أوكرانيا، لكن محاولتها السيطرة على العاصمة اصطدمت بمقاومة القوات الأوكرانية ومن ورائها الرئيس فولوديمير زيلينسكي الذي تحول إلى قائد حربي، وفي الثاني من نيسان/أبريل 2022، أعلنت أوكرانيا تحرير منطقة كييف بأكملها بعد “الانسحاب السريع” للقوات الروسية التي أعادت انتشارها في الشرق والجنوب من أجل “الحفاظ على سيطرتها” على الأراضي التي تحتلها هناك، وفي بلدة بوتشا التي دمرتها المعارك، عُثر في الشوارع على جثث مدنيين أعدموا بدم بارد، لاحقًا عُثر على جثث مئات المدنيين حمل بعضها آثار تعذيب في مقابر جماعية في المدينة الصغيرة الواقعة على مشارف كييف، وأثارت صور هذه المجازر المنسوبة لروسيا استياء الغرب والأمم المتحدة وتعددت الاتهامات بارتكاب جرائم حرب، رغم نفي موسكو.

سقوط ماريوبول 

في 21 نيسن أبريل، أعلن الكرملين دخول ماريوبول، الميناء الاستراتيجي على بحر آزوف الذي كانت تحاصره قواته وتقصفه منذ أوائل آذار/مارس مما أدى إلى قطع الإمدادات الحيوية والمياه والكهرباء والتدفئة، وسمحت السيطرة على هذه المدينة لروسيا بضمان التواصل بين قواتها من شبه جزيرة القرم – شبه الجزيرة الأوكرانية التي ضمتها موسكو في عام 2014 – والمناطق الانفصالية في دونباس، لكن ما يقرب من 2000 مقاتل أوكراني واصلوا القتال متحصنين في متاهة مصنع آزوفستال تحت الأرض مع ألف مدني. قاوم المقاتلون حتى منتصف أيار/مايو قبل الاستسلام، وقالت كييف إن 90% من ماريوبول دُمرت وقُتل فيها ما لا يقل عن 20 ألف شخص.

هجمات أوكرانية مضادة 

في بداية شهر أيلول/سبتمبر، أعلن الجيش الأوكراني هجوما مضادا في الجنوب قبل أن يحقق اختراقًا مفاجئًا وخاطفًا للخطوط الروسية في الشمال الشرقي، ويرغم الجيش الروسي على الانسحاب من منطقة خاركيف التي كانت مسرحا لمعارك عنيفة، في الجنوب، هدفت العملية إلى استعادة خيرسون الواقعة على الضفة الغربية لنهر دنيبر والعاصمة الإقليمية الوحيدة التي سقطت في أيدي القوات الروسية في بداية الغزو، خطوة بخطوة، استعاد الجيش الأوكراني المزود بأنظمة عسكرية غربية عشرات البلدات، وقصف بلا توقف مستودعات الذخيرة وخطوط الإمداد الروسية في المنطقة، وفي 18  تشرين الأول/أكتوبر، بدأت موسكو بإجلاء السكان وإدارة الاحتلال من خيرسون، وفي 11 تشرين الثاني/نوفمبر، بعد يومين من انسحاب القوات الروسية، استعادت كييف السيطرة على المدينة في “يوم تاريخي” كما وصفه الرئيس زيلينسكي.

باخموت، المعركة الأقسى  

منذ تشرين الأول/أكتوبر، قصفت روسيا بشكل منهجي محطات الطاقة والمحولات الأوكرانية بالصواريخ والطائرات المسيرة، فغرق السكان في الظلام والبرد القارس، وفي كانون الثاني/يناير 2023، عاد الجيش الروسي إلى شن هجمات لا سيما في دونباس، بدعم من قوات مجموعة فاغنر المسلّحة ومئات الآلاف من جنود الاحتياط الذين تمت تعبئتهم منذ أيلول/سبتمبر، واحتدم القتال، خاصة حول باخموت، وهي مدينة في الشرق تحاول روسيا احتلالها منذ الصيف.

كييف “بحاجة إلى مزيد من الوقت” 

في مواجهة طلبات زيلينسكي المتكررة وبعد فترة من المماطلة خشية إثارة تصعيد، قرر الأميركيون والأوروبيون إرسال عشرات الدبابات الثقيلة من أجل تحسين قدرة الجيش الأوكراني على صد الهجمات، وفي 19 نيسان/أبريل 2023، أعلنت كييف تلقيها أول أنظمة دفاع جوي أميركية من طراز باتريوت، وفي نهاية الشهر نفسه، أعلنت أوكرانيا أنها ستكون مستعدة قريبًا لشن هجوم مضاد بهدف تحرير نحو 20% من أراضيها المحتلة، بما في ذلك شبه جزيرة القرم، وتعرضت روسيا لهجمات بمسيّرات على مصافي تكرير ولأعمال تخريب في مناطق قريبة من أوكرانيا، وأعلنت في 5 أيار/مايو إخلاء جزئي لـ18 بلدة خاضعة للاحتلال الروسي في منطقة زابوريجيا (جنوب)، وفي مطلع أيار/مايو، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن جيشه “بحاجة إلى مزيد من الوقت” للإعداد للهجوم المضاد.

فاغنر تعلن سيطرتها الكاملة على باخموت 

في التاسع من أيار مايو، قُتل منسق خدمة الفيديو بمكتب أوكرانيا في أرمان سولدين (32 عامًا) بقصف صاروخي روسي في شرق أوكرانيا قرب باخموت، حيث يتواصل القتال. في 16 أيار/مايو، أعلنت كييف أنها استعادت 20 كيلومترًا مربعًا من محيط المدينة، وفي 19 أيار/مايو، أبدى الرئيس الأميركي جو بايدن استعدادًا للسماح لدول أخرى بتزويد أوكرانيا مقاتلات تطالب بها بشدّة، من نوع إف-16 أميركيّة، في قرار وصفه زيلينسكي بأنّه “تاريخي”، في اليوم التالي، أعلن رئيس مجموعة فاغنر الروسية المسلحة يفغيني بريغوجين إن المجموعة ستسحب مقاتليها من المدينة اعتبارا من 25 أيار/مايو وستسلم الدفاع عن المدينة إلى الجيش الروسي، واضعا مقاتليه في تصرف موسكو لعمليات مقبلة. في غضون ذلك، قالت كييف إنها لا تزال تقاتل في مناطق معينة معتبرة وضع مقاتليها “حرجًا”، مساء اليوم نفسه، أكّد الجيش الروسي أنه سيطر بالكامل على مدينة باخموت التي شهدت أطول المعارك وأكثرها فتكًا منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط/فبراير 2022، وهنّأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مجموعة فاغنر وجيش بلاده بعد إعلانهما السيطرة على مدينة باخموت، حسب بيان للكرملين نقلته وكالات أنباء روسيّة.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا