اعتبر الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم أن الحزب حقق “انتصارا كبيرا” على إسرائيل، مؤكدا التنسيق مع الجيش اللبناني والعمل معه لتعزيز “القدرات الدفاعية” للبلاد بعد اتفاق لوقف إطلاق النار بين الحزب والدولة العبرية، وأكد قاسم في كلمة متلفزة هي الأولى منذ بدء سريان الاتفاق ، أن إسرائيل لم تتمكن من “تدمير” الحزب المدعوم من إيران، على رغم الغارات الجوية المكثفة والمواجهات البرية.
دخل وقف النار حيّز التنفيذ، ليضع حدا لأكثر من عام من المواجهات التي أسفرت عن مقتل قرابة أربعة آلاف شخص في لبنان وتسبّبت بدمار واسع، إضافة الى نزوح واسع النطاق على جانبي الحدود بين لبنان وإسرائيل، وقال قاسم في كلمته “قررت أن أعلن كنتيجة، بشكل رسمي وواضح أننا أمام انتصار كبير يفوق الانتصار الذي حصل في تموز/يوليو 2006″، في إشارة الى الحرب السابقة بين الطرفين، وأضاف “انتصرنا لأننا منعنا العدو من تدمير حزب الله، انتصرنا لأننا منعناه من إنهاء المقاومة أو إضعافها إلى درجة لا تستطيع معه أن تتحرك”، ورأى قاسم أن “هذا انتصار للمقاومة لأنها استمرت وستبقى مستمرة”.
يقضي اتفاق وقف إطلاق النار الذي تمّ التوصل إليه برعاية فرنسية أميركية ولم تُنشر بنوده رسميا، بانسحاب حزب الله الى شمال نهر الليطاني (30 كلم عن الحدود مع إسرائيل)، وأن يعزز الجيش اللبناني انتشاره في منطقة جنوب النهر ويتسلّم المواقع التي يسيطر عليها حاليا الجيش الإسرائيلي والحزب، وأكد قاسم أن “التنسيق بين المقاومة والجيش اللبناني سيكون تنسيقا عالي المستوى لتنفيذ التزامات الاتفاق”، وأضاف “لا يراهنّن أحد على مشاكل أو خلاف، نظرتنا إلى الجيش اللبناني بأنه جيش وطني قيادة وضباطا وأفرادا، وهو سينتشر في وطنه ووطننا”، وشدد الأمين العام لحزب الله الذي يمتلك ترسانة عسكرية ضخمة تفوق تجهيز الجيش، على أن الحزب جاهز للتعاون مع القوى العسكرية للدفاع عن لبنان، وقال قاسم “سنعمل على صون الوحدة الوطنية والسيادة والحفاظ على السلم الأهلي وتعزيز قدرة لبنان الدفاعية”، وأضاف “ستكون المقاومة جاهزة لمنع العدو من استضعاف لبنان بالتعاون مع شركائنا في الوطن وفي الطليعة جيشنا الوطني”، واعتبر أن اتفاق وقف إطلاق النار “ليس معاهدة وليس اتفاقا جديدا يتطلب توقيعا من دول هذا الاتفاق عبارة عن برنامج اجراءات تنفيذية لها علاقة بتطبيق القرار 1701” الصادر عن مجلس الأمن الدولي، والذي أنهى حرب العام 2006 بين إسرائيل وحزب الله، وبدأ النزاع الأخير بعدما أعلن حزب الله فتح جبهة “إسناد” لقطاع غزة وحليفته حماس غداة اندلاع الحرب بين إسرائيل والحركة الفلسطينية في السابع من شهر أكتوبر 2023، وبعد نحو عام من تبادل القصف عبر الحدود، كثّفت إسرائيل ضرباتها الجوية ضد الحزب وبدأت عمليات برية في جنوب لبنان اعتبارا من شهر سبتمبر، وكان الحزب قد أكد مرارا خلال الأشهر الماضية، أنه لن يوقف إطلاق النار في لبنان ما لم تتوقف الحرب في غزة، وقال قاسم إن “دعمنا لفلسطين لن يتوقف وبأشكال مختلفة”.