فلسطين تحاصر إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية وتتهمها بالفصل العنصري

0
7

قال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي أمام محكمة العدل الدولية إن الشعب الفلسطيني يعاني من “الاستعمار والفصل العنصري” في ظل الاحتلال الإسرائيلي، مطالبا إياها بإصدار أمر بإنهائه فوراً ومن دون شروط، وقال المالكي أمام المحكمة التابعة للأمم المتحدة “يعاني الفلسطينيون من الاستعمار والفصل العنصري، هناك من يغضب من هذه الكلمات. عليهم أن يغضبوا جراء الواقع الذي نعانيه”.

يدرس القضاة الآثار القانونية للاحتلال القائم منذ العام 1967. وستدلي 52 دولة بإفاداتها بهذا الخصوص، من بينها الولايات المتحدة وروسيا والصين، خلال الجلسات التي تستمر أسبوعاً في قصر السلام في لاهاي، مقرّ المحكمة، ولن تشارك إسرائيل في جلسات الاستماع، لكنها قدمت نصًا بتاريخ 24 تموز/يوليو 2023 حضت فيه المحكمة على رفض إصدار رأي بشأن القضية، وفي كلمته، حض المالكي القضاة على إعلان الاحتلال غير قانوني وإصدار أمر بوقفه “على الفور وبشكل كامل وبدون قيد أو شرط”، وأضاف أن “تأخير العدالة يعني الحرمان من العدالة، وقد حُرم الشعب الفلسطيني من العدالة لفترة طويلة جدا، حان الوقت لوضع حد للمعايير المزدوجة التي أبقت شعبنا أسيرا لفترة طويلة جدا”، وفي كلمة مقتضبة، كافح خلالها لحبس دموعه، دعا المبعوث الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور إلى “مستقبل يُعامل فيه الأطفال الفلسطينيون كأطفال وليس كتهديد ديموغرافي”.

    “الإفلات من العقاب والتقاعس” 

في 31 ديسمبر 2022، طلبت الجمعية العامة للأمم المتحدة من محكمة العدل الدولية إصدار “رأي استشاري” غير ملزم بشأن “الآثار القانونية الناشئة من سياسات وممارسات إسرائيل في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية”، وأقر هذا القرار بتأييد 87 صوتا ومعارضة 26 وامتناع 53 إذ انقسمت الدول الغربية حول المسألة في حين أيدت الدول العربية بالاجماع القرار، وهذه الجلسات منفصلة تماما عن قضية أخرى رفعتها جنوب إفريقيا، تقول فيها إنّ إسرائيل ترتكب أعمال إبادة جماعية خلال الهجوم الحالي على غزة، وقال المالكي إن “الإبادة الجماعية الجارية في غزة هي نتيجة عقود من الإفلات من العقاب ومن التقاعس”، وأضاف أن “إنهاء حصانة إسرائيل من العقاب هو ضرورة أخلاقية وسياسية وقانونية”، وقضت محكمة العدل الدولية في تلك  القضية في 26 كانون الثاني/يناير بأنّ على إسرائيل أن تفعل كلّ ما في وسعها لمنع الإبادة الجماعية والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، لكنّها لم تصل إلى حدّ الأمر بوقف إطلاق النار، وفي حين أنّ رأي المحكمة لن يكون ملزماً، إلّا أنّه يأتي وسط ضغوط قانونية دولية متزايدة على إسرائيل بشأن الحرب في غزة التي اندلعت في أعقاب الهجوم المباغت الذي شنّته حركة حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.

    احتلال مستمر 

طلبت الجمعية العامة للأمم المتحدة من محكمة العدل الدولية النظر في مسألتين، وفي المسألة الأولى، سيكون على المحكمة النظر في الآثار القانونية لما سمته الأمم المتحدة “الانتهاك المستمر من جانب إسرائيل لحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير”، ويتعلّق ذلك بـ”احتلالها الطويل الأمد للأرض الفلسطينية المحتلّة منذ عام 1967 واستيطانها وضمّها لها، بما في ذلك التدابير الرامية إلى تغيير التكوين الديمغرافي لمدينة القدس الشريف وطابعها ووضعها”، وفي حزيران/يونيو 1967، خاضت إسرائيل حرباً مع جيرانها العرب استمرّت ستة أيام، واستولت خلالها على الضفة الغربية بما في ذلك القدس الشرقية ومرتفعات الجولان وقطاع غزة وشبه جزيرة سيناء، واحتلت إسرائيل هذه المناطق الممتدة على 70 ألف كيلومتر مربع، وأعلنت الأمم المتحدة في وقت لاحق أنّ احتلال الأراضي الفلسطينية غير قانوني، واستعادت القاهرة في ما بعد سيناء بموجب اتفاق السلام الذي أبرمته مع إسرائيل في العام 1979.

كذلك، طُلب من محكمة العدل الدولية النظر في تبعات ما وصفته بـ”اعتماد إسرائيل تشريعات وتدابير تمييزية في هذا الشأن”، وفي المسألة الثانية، سيكون على محكمة العدل الدولية أن تقدّم “رأيا استشاريا” بشأن كيفية تأثير ممارسات إسرائيل “على الوضع القانوني للاحتلال” وما هي تداعياتها على الأمم المتحدة والدول الأخرى، وقالت إسرائيل إن المسألة التي وصفتها بأنها “متحيزة” و”ذات نية مبيتة”، “تمثل تشويها واضحا لتاريخ النزاع الإسرائيلي الفلسطيني وواقعه الحالي”، وستُصدر المحكمة حكماً “عاجلاً” في القضية، ربما بحلول نهاية العام، وتبتّ محكمة العدل الدولية في النزاعات بين الدول، وتعدّ أحكامها ملزمة رغم أنها لا تملك سوى القليل من الوسائل لتنفيذها، ولكن في هذه القضية، لن يكون الرأي الذي تصدره ملزماً. ولكن غالبية الآراء الصادرة عنها غالباً ما يُبنى عليها، وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش إنه على الرغم من أن قرارات محكمة العدل غير ملزمة، إلا أنها “يمكن أن يكون لها وقع أخلاقي وقانوني كبير” ويمكن إدراجها في القانون الدولي في نهاية المطاف.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا