قال سكان إن إسرائيل سحبت دبابات من بعض أحياء مدينة غزة، فيما أعلنت أنها تعتزم إجراء تغيير في الخطط وتقليص عدد القوات، لكن القتال احتدم في أماكن أخرى من القطاع الفلسطيني وسط قصف مكثف، وتقول إسرائيل إن الحرب في غزة، التي حولت معظم مناطق القطاع إلى أنقاض وأودت بحياة الآلاف وزجت بسكانه البالغ عددهم 2،3 مليون نسمة في كارثة إنسانية، لا تزال أمامها شهور كثيرة، لكن إسرائيل أشارت إلى مرحلة جديدة وشيكة في الحرب إذ قال مسؤول إن الجيش سوف يقلص قواته في غزة هذا الشهر وينتقل إلى مرحلة تستمر لشهور من عمليات “التطهير”، وأضاف المسؤول أن خفض القوات سيسمح لبعض جنود الاحتياط بالعودة إلى الحياة المدنية مما يدعم الاقتصاد الإسرائيلي المتضرر من الحرب، مع توفير وحدات تحسبا لنشوب صراع أوسع في الشمال مع جماعة حزب الله اللبنانية المتحالفة مع إيران.
هزت نيران المدفعية المتبادلة بين حزب الله وإسرائيل منطقة الحدود منذ اندلاع الصراع في غزة، وقال الجيش الإسرائيلي إنه نفذ غارة جوية، ومن شأن أي تصعيد جديد أن يهدد بنشوب حرب إقليمية أوسع نطاقا، ومن ناحية أخرى هاجم مسلحون متحالفون مع إيران في اليمن سفن شحن في البحر الأحمر مما أثار ردا عسكريا أمريكيا، وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن سفينة حربية إيرانية دخلت الممر المائي، واندلعت الحرب عقب هجوم مباغت شنته حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على بلدات إسرائيلية في السابع من أكتوبر تقول إسرائيل إنه أسفر عن مقتل 1200 شخص، وتقول السلطات الصحية الفلسطينية في قطاع غزة إن الهجوم الإسرائيلي أدى إلى مقتل أكثر من 21978 شخصا.
دفع حجم المعاناة في غزة، حيث أدى القصف إلى نزوح جميع سكان القطاع تقريبا من ديارهم، حلفاء إسرائيل الغربيين بما في ذلك الولايات المتحدة إلى حثها على تقليص نطاق الهجوم، وقالت ليان حرارة (11 عاما) في رفح “أمنيتي لعام 2024 هي ألا نموت، لقد انتهت طفولتنا، لا يوجد حمام ولا طعام ولا ماء، فقط خيام، لا يوجد مكان آمن، لا يوجد شيء، أمنيتنا هي العودة إلى منازلنا”، وذكر سكان في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة، في الجزء الشمالي من الجيب حيث تركز الهجوم الإسرائيلي في البداية، أن الدبابات انسحبت بعد ما وصفوها بأنها أعنف عشرة أيام من الحرب منذ بدء الصراع، وقال ناصر، وهو أب لسبعة أطفال يعيش في حي الشيخ رضوان ولم يذكر اسم عائلته خوفا من الانتقام الإسرائيلي إن الدبابات كانت قريبة جدا، وكان السكان يرونها أمام المنازل مما جعلهم غير قادرين على الخروج لملء المياه، قال سكان إن القتال في مناطق بوسط القطاع استمر بلا هوادة، حيث توغلت الدبابات في البريج واستهدفت غارات جوية النصيرات والمغازي ومدينة خان يونس جنوب القطاع. وأعلن مسؤولو الصحة أن الهجمات على المغازي أسفرت عن مقتل عشرة على الأقل، وأظهرت حماس أنها لا تزال قادرة على استهداف إسرائيل بعد أكثر من 12 أسبوعا من بدء الحرب إذ أطلقت وابلا من الصواريخ على تل أبيب خلال الليل.
![]()
مرحلة جديدة
يأتي تحول إسرائيل إلى مرحلة جديدة في الصراع بعد عمليات القصف التمهيدية ثم التوغل البري الذي بدأ في 27 أكتوبر تشرين الأول، واستمرت الضربات الجوية والمدفعية في دك القطاع بأكمله خلال تلك الفترة، مما أدى إلى تدمير مناطق كبيرة منه، ومع اجتياح الدبابات والقوات الإسرائيلية لمعظم شمال غزة، إلى جانب استمرار التوغل في وسط القطاع ومناطق في الجنوب، ترد حماس بنصب كمائن على طريقة حرب العصابات من أنفاق ومخابئ في الشوارع الضيقة بالقطاع.
احتجزت حماس 240 رهينة في السابع من أكتوبر وتعتقد إسرائيل أن 129 ما زالوا محتجزين في غزة بعد إطلاق سراح عدد من الرهائن خلال هدنة قصيرة ومقتل آخرين في ضربات جوية أو محاولات إنقاذ أو فرار، وتسعى قطر ومصر للتفاوض من أجل الاتفاق على هدنة جديدة وتحرير الرهائن، وقال آفي ديختر العضو في مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي لهيئة البث العامة الإسرائيلية إنّ تحرير الرهائن لا يمكن أن يتم إلا من خلال ضغط “مهول” على حماس والجماعات المتحالفة معها، وقال “لن تنتهي الحرب دون تدمير البنية التحتية الإرهابية لحماس وقدراتها على الحكم”.

تخشى دول في المنطقة من اتساع رقعة الحرب، والمواجهات الدائرة بين إسرائيل وحزب الله في لبنان منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول هي الأعنف منذ آخر حرب كبرى بينهما في عام 2006، وقال المسؤول الإسرائيلي “لن يُسمح للوضع على الجبهة اللبنانية بالاستمرار، إن فترة الستة أشهر القادمة هي مرحلة حاسمة”، وقصفت إسرائيل أيضا مواقع في سوريا، من ناحية أخرى استهدفت فصائل مدعومة من إيران هناك وفي العراق أيضا حلفاء إسرائيل
الأمريكيين.
في البحر الأحمر، أدت هجمات الحوثيين على السفن إلى تحول العديد من شركات الشحن بعيدا عن الممر المائي الحيوي، إذ اضطرت لاتخاذ طريق أطول بكثير حول أفريقيا، مما أدى إلى اضطراب التجارة العالمية، وأطلقت الولايات المتحدة وبعض حلفائها مهمة بحرية لحماية الشحن، مما أثار اشتباكا لفترة وجيزة في البحر أمس الأحد وهدد أيضا بتصعيد جديد مع الحوثيين المتحالفين مع إيران، وذكرت وكالة أنباء تسنيم شبه الرسمية الإيرانية اليوم الاثنين أن المدمرة البحرية الإيرانية ألبرز عبرت مضيق باب المندب ودخلت البحر الأحمر، ومن المحتمل أن يزيد وصول السفينة المخاوف من زيادة التصعيد.
قالت واشنطن إنه يتعين على إسرائيل السماح لحكومة فلسطينية بالسيطرة على غزة عندما ينتهي الصراع، وذكرت الأمم المتحدة أنه حتى في الضفة الغربية المحتلة، شهد عام 2023 أكبر عدد من القتلى الفلسطينيين مع سقوط 307 قتلى منذ أن بدأت الحرب في غزة في السابع من أكتوبر.


