“شات جي بي تي” لمساعدة طلبة الجامعات في امتحانتهم

0
28

توفّر شركة فرنسية متخصصة في كشف السرقات الأدبية، أداةً من شأنها ردع الطلاب في العالم أجمع عن صياغة فروضهم المدرسية بواسطة روبوت المحادثة “شات جي بي تي” المطور عبر الذكاء الاصطناعي، وقد أثار النجاح المذهل لهذا البرنامج الذي أطلقته شركة “أوبن إيه آي” الأميركية الناشئة في شهر نوفمبر، ضجة في الجامعات التي تخشى أن يسقط طلبتها في الإغراء القوي للاستعانة به في كتابة الفروض غير الخاضعة للإشراف، خصوصاً بفضل ميزات هذه البرمجية المجانية والسريعة وصاحبة المهارات اللغوية الكبيرة.
وقد حظرت جامعات كثيرة حول العالم استخدام “تشات جي بي تي”، وبدأت المقاومة ضد هذه التقنية تنتظم تدريجاً.

اغتنمت شركة “كومبيلاسيو” الصغيرة التي تتخذ مقراً قرب مدينة آنسي في جبال الألب الفرنسية، هذه الفرصة، إذ غيّرت أولوياتها وبدأت تطوير برمجيات قادرة على أن تكشف بسرعة أي استخدام للذكاء الاصطناعي، وتزوّد هذه الشركة التي أُسست عام 2003، منذ سنوات المدرّسين ببرنامج لمكافحة السرقات الأدبية يتيح الكشف عن المقاطع المنسوخة. وتباع هذه البرمجية بلغات عدة في حوالى أربعين دولة، وهي موجودة، بحسب الشركة، في 98% من الجامعات الفرنسية.

   – “لا نفكر هكذا” –

صُمم “شات جي بي تي” لإنتاج النص الأكثر احتمالاً في سياق معين، تماماً مثل التمارين القائمة على “إكمال الجملة بالكلمات المناسبة” على محركات البحث، لكن مع أداء أقوى، ويشير أنييس إلى أن روبوت المحادثة هذا “ينجح في ذلك بشكل جيد لدرجة سحرية برأينا”، وأطلقت شركة “أوبن إيه آي” أداة الكشف عن الذكاء الاصطناعي الخاصة بها مجاناً في شهر فيفري، لكنّها أقرت بأنها ليست موثوقة تماماً في هذه المرحلة، كيف يمكن التمييز إذاً؟ يجيب أنييس “الإنسان لا يفكر بهذه الطريقة، لديه عيوب”، وبالتالي، فإن نظام الكشف الذي يعتمد أيضاً على الذكاء الاصطناعي، سيقوم على “قياس إمكانية التنبؤ بالنص، ومستوى لغته، وعرض المجال الدلالي، والمؤشرات التي لن نتمكن نحن البشر من قياسها، ولكنها تنتج إشارة”، ولكن أكثر من مجرد خوض “لعبة قط وفأر تكنولوجية”، تلتزم “كومبيلاسيو” تقديم الدعم وتعزيز ثقافة “النزاهة في المؤسسات، أكثر من تأنيب الطلاب”، وفق أنييس.


– استخدام “غير بنّاء” –

أثبتت برامج مكافحة السرقة الأدبية نجاحها، بحسب المدرّس في كلية الهندسة “إيسارا” آلان غاي الذي يشغل أيضاً منصب منسق المجموعة التقنية المعنية بالسرقة الأدبية في جامعة ليون في جنوب شرق فرنسا، ويشدد على أن مجرد وجود هذه البرمجيات تسبب في “انخفاض هائل في عمليات النسخ واللصق خلال سنتين إلى ثلاث سنوات” بين الطلاب، ويقول غاي “مع تشات جي بي تي، لا نعرف بعد بالضبط كيف سنفعل ذلك، لكننا سنحافظ على المنطق عينه: التدريب أولاً ثم الكشف والقمع، إذا لزم الأمر”، ويستخدم توما كابرون، وهو طالب في السنة الثانية في كلية “إيسارا”، برنامج “تشات جي بي تي” بشكل “يومي”، وهو يقرّ بأنّ هذا البرنامج “يسمح بإجراء بحث جيد ودقيق وموجز حول مفاهيم مرتبطة بالمنهج الدراسي، لكنّ استخدامه لأداء فرض منزلي كامل ليس أمراً بنّاءً للغاية”.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا