إسرائيل وحماس تنفيان التقارير عن وقف إطلاق النار في غزّة

0
8

يتواصل القصف الإسرائيلي على غزة مع تأكيد مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو وحركة حماس الفلسطينية الإثنين عدم وجود “وقف لإطلاق نار” في القطاع، في اليوم العاشر من حرب أوقعت آلاف القتلى، وقال مكتب نتانياهو في بيان “لا يوجد حاليا وقف لإطلاق النار ولا مساعدات إنسانية في غزة مقابل إخراج الأجانب”، من جهته، قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق إن “لا صحة لما تتداوله وسائل الإعلام عن هدنة أو فتح معبر رفح”، أعلنت إسرائيل الحرب الأحد الماضي، بعد يوم من اختراق مقاتلي حركة حماس السياج الحدودي الشائك وتنفيذهم هجمات على مقرات عسكرية وبلدات مجاورة خلفت أكثر من 1400 قتيل، وفق مسؤولين إسرائيليين.

أدى القصف المتواصل منذ السابع من أكتوبر إلى تسوية أحياء بكاملها بالأرض ومقتل ما لا يقل عن 2750 شخصا في قطاع غزة، وإصابة 9700 آخرين، غالبيتهم من المدنيين، وفق أحدث حصيلة لوزارة الصحة في القطاع، وحشدت إسرائيل قواتها خارج القطاع في ظل توقعات بشن هجوم بري وجوي وبحري مع الحديث عن “عملية برية كبيرة”، وكان الجيش الإسرائيلي دعا سكان شمال غزة حيث يعيش نحو 1,1 مليون نسمة إلى الانتقال نحو جنوب القطاع، وحضّهم على عدم الإبطاء، وقال الناطق باسم الجيش جوناثان كونريكوس الاثنين “نحن في بداية عمليات عسكرية واسعة النطاق في مدينة غزة، لن يكون المدنيون آمنين إذا بقوا هنا”، وعاد الى إسرائيل في زيارة هي الثانية له للدولة العبرية منذ بدء الحرب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الذي قام في الأيام الأخيرة بجولة شرق أوسطية في محاولة لتجنب توسع رقعة النزاع في المنطقة، وقال بلينكن الاثنين “يجب ألا يعاني المدنيون جراء فظائع حماس”، وأفادت وسائل إعلام ألمانية وإسرائيلية الاثنين أن المستشار الألماني أولاف شولتس سيتوجه إلى إسرائيل الثلاثاء في زيارة تضامنية، وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه “سيمتنع” موقتا عن استهداف طريق الإخلاء الذي يصل شمال قطاع غزة بجنوبه، وأكد الجيش الإسرائيلي “دوي صفارات الإنذار في تل ابيب والقدس”، بينما كان البرلمان الإسرائيلي في جلسة خاصة في مستهل الدورة الشتوية وتم وقفها إثر دوي الصفارات.

“كارثة إنسانية” 

تثير الاستعدادات الإسرائيلية قلقا كبيرا لدى المجتمع الدولي. وفي القاهرة، أكد بلينكن أن حلفاء بلاده العرب “متمسكون بألا يتسع نطاق النزاع مع اسرائيل”، بدوره، حذّر الرئيس الأميركي جو بايدن من أن إعادة احتلال قطاع غزة ستكون “خطأ فادحا”. احتلت إسرائيل قطاع غزة منذ حرب 1967 حتى العام 2005، كذلك، حضّت الولايات المتحدة إيران، حليفة حماس وحزب الله، على عدم توسيع رقعة الصراع، وحذّرت ألمانيا إيران الاثنين من تأجيج الصراع بين إسرائيل وحماس بعدما التقى وزير خارجيتها حسين أمير عبد اللهيان بمسؤولين من الحركة، ويجتمع مجلس الامن الدولي الاثنين في الساعة 22,00 ت غ لبحث الحرب بين اسرائيل وحركة حماس، فيما دعت روسيا إلى “الوقف الفوري لإطلاق النار”.

كذلك، أفادت وكالات أنباء خليجية رسمية أن مصر ستستضيف قمة دولية لبحث “تطورات القضية الفلسطينية”، وقد تلقى أمراء خليجيون دعوات للمشاركة تضمنت موعد الانعقاد، وحضّ الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط من بغداد على “وقف العمليات العسكرية فوراً” في غزة وفتح “ممرات آمنة” للسكان، من جهتها، قالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (أونروا) إن “كارثة إنسانية غير مسبوقة” جارية في قطاع غزة، وقال المدير العام للأونروا فيليب لازاريني “لم يسمح بدخول قطرة ماء ولا حبة قمح ولا ليتر من الوقود إلى غزة في الأيام الثمانية الماضية، بدوره، حذّر المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لمنطقة شرق المتوسط أحمد المنظري من تحول نقص المياه والكهرباء والوقود بقطاع غزة المحاصر إلى “كارثة حقيقية” خلال الساعات الأربع والعشرين المقبلة، وأعربت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية لين هاستينغز عن أسفها لأن إسرائيل “تربط المساعدات الإنسانية لغزة بإطلاق سراح الرهائن”، وأضافت “قالت (إسرائيل) إنها تريد تدمير حماس، لكن نهجهم الحالي سيدمر غزة”، وأعادت إسرائيل الأحد ضخ المياه إلى بعض المناطق في جنوب القطاع، ورغم ذلك، يبقى الوضع صعبا جدا بالنسبة إلى آلاف النازحين. وقال عاصم أحد سكان خان يونس الذي لم يرغب في إعطاء اسمه الكامل “نفكر كل يوم كيف نوفر الماء، لو استحمينا لن نشرب”


    منع وصول المساعدة الإنسانية 

قال علاء الهمص وهو يشير إلى آثار القصف في حي بمدينة رفح “انظر إلى الدمار الهائل. يدّعون أن هناك إرهابا هنا. أين الإنسانية التي يتحدثون عنها، وحقوق الإنسان؟ الجميع مدنيون هنا لا علاقة لهم بأي تنظيم، لكنهم ماتوا، لم يبق أحد على قيد الحياة”، من جهته، أعلن وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث أنه سيتوجّه إلى الشرق الأوسط الثلاثاء للمشاركة في المفاوضات حول إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، فيما تستمر المساعدات الإنسانية ببلوغ الجانب المصري من معبر رفح الحدودي، وهو الممر الوحيد للقطاع الذي لا تسيطر عليه إسرائيل، ولكن لم يتح بعد عبورها باتجاه غزة، وأعلن وليام شومبوغ، وهو مسؤول في اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه “أنشئ مخيم مرتجل” عند هذا المعبر، وأفاد شهود في الجانب المصري بأنّ قوافل المساعدات لم تغادر مدينة العريش الواقعة على مسافة نحو أربعين كيلومتراً شرق رفح، وعلى الجانب الآخر من حدود غزة، ينتقل الإسرائيليون إلى مناطق أكثر أمانا.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا