انتُخبت الجزائر وغويانا وسيراليون وكوريا الجنوبية من دون منازع لتولي مقاعد في مجلس الأمن الدولي كأعضاء غير دائمين، فيما نالت سلوفينيا خامس مقعد شاغر بعدما تفوّقت بفارق كبير على بيلاروس، ويضم مجلس الأمن الدولي 15 دولة — خمسة بلدان دائمة العضوية تملك حق النقض (بريطانيا وفرنسا والصين وروسيا والولايات المتحدة) و10 دول تتولى المقاعد لمدة عامين، وكل عام، يتم انتخاب الدول التي ستحتل خمسة من هذه المقاعد، وتُخصص المقاعد العشرة المخصصة للبلدان غير دائمة العضوية لتمثيل جميع المناطق بالتساوي، وفي اقتراع سري في الجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة، فازت سلوفينيا التي تنافست مع بيلاروس على المقعد المخصص لشرق أوروبا مع حصولها على نتيجة تصويت بلغت 153-38، وقال مدير قسم الأمم المتحدة في “هيومن رايتس ووتش” لويس شاربونو “يكشف تصويت الجمعية العامة اليوم السبب الذي يجعل المنافسة في انتخابات الأمم المتحدة أمرا أساسيا”، وتابع “قررت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بلا شك بأن انتهاكات بيلاروس الجسيمة لحقوق الإنسان في الداخل وطمسها الحقائق المرتبطة بالفظائع الروسية المرتبكة في أوكرانيا لا يؤهلانها (لتولي مقعد) في مجلس الأمن، وهي هيئة ضرورية للمحافظة على حقوق الإنسان”، وستمثّل الجزائر وسيراليون إفريقيا فيما فازت كوريا الجنوبية بمقعد منطقة آسيا والهادئ بينما نالت غويانا المقعد المحجوز لأميركا اللاتينية والكاريبي، وستحل البلدان الخمسة مكان ألبانيا والبرازيل والغابون وغانا والإمارات العربية المتحدة لولاية تستمر لعامين وتبدأ في الأول من كانون الثاني/يناير 2024.
بيان رئاسة الجمهورية
تقديراً لدورها المحوري في منطقتها، تم انتخاب الجزائر، في الجولة الأولى و بالأغلبية الساحقة من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة، عضوًا غير دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لمدة سنتين بدءًا من 1 جانفي 2024 وذلك، على إثر تصويت 193 دولة عضو في الأمم المتحدة.
إن هذا الانتخاب الذي يمثل مكسبا ثمينا يضاف إلى رصيد السياسة الخارجية لبلادنا، يعكس التقدير والاحترام الذي يحظى به رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، من قبل المجتمع الدولي، وعرفانه لمساهمته في إحلال السلم والأمن الدوليين. ويؤكد هذا النجاح الدبلوماسي وبوضوح، عودة الجزائر الجديدة إلى الساحة الدولية ويؤيد رؤية ونهج رئيس الجمهورية للحفاظ على السلم والأمن في العالم على أساس التعايش السلمي والتسوية السلمية للنزاعات وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول في اطار السياسة الخارجية لبلادنا التي تستمد مبادئها وقيمها ومثلها من ثورتنا التحريرية المجيدة.
بعد أن تولت الجزائر رئاسة قمة جامعة الدول العربية بنجاح كبير، يضفي هذا الانتخاب في الجهاز الرئيسي للأمم المتحدة المكلف بحفظ السلم والأمن الدوليين، على بلادنا، مسؤولية خاصة متمثلة في المساهمة في مسار صنع القرار الدولي، وهي فرصة متجددة لبلادنا لإعادة تأكيد مبادئها وقيمها وتبادل رؤيتها بشأن القضايا المدرجة على جدول أعمال مجلس الأمن في مجال السلم والأمن الدوليين.
إن الجزائر التي تتطلع إلى الإسهام في عمل مجلس الأمن، تحت القيادة الحكيمة لرئيس الجمهورية السيد عبدالمجيد تبون، عازمة على تركيز جهودها لتعزيز السلم والأمن الدوليين، وتنشيط العمل متعدد الأطراف المتجدد مع تقوية الشراكات الرئيسية بالإضافة إلى تعزيز مبادئ وقيم عدم الانحياز ومواصلة الجهود لمكافحة الإرهاب وتعزيز مشاركة النساء والشباب في هذه الجهود الدولية، كما ستحرص الجزائر على إسماع صوت الدول العربية والأفريقية والدفاع عن المصالح الاستراتيجية المشتركة في مختلف القضايا التي تندرج ضمن اختصاصات مجلس الأمن.
تغتنم الجزائر هذه المناسبة السعيدة لتُعرب عن خالص شكرها وعميق عرفانها لكل من الاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي نظير تبنيها الثمين ورعايتها السخية لترشيحها. كما تجدد التأكيد على عزمها الثابت والهادف على الدفاع عن القضايا العادلة لفضاءات انتمائها هذه وإلى ترقية جميع تطلعاتها وأمالها داخل مجلس الأمن، كما تتوجّه الجزائر بنفس آيات الشكر والامتنان إلى جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة التي ميزتها بوضع ثقتها فيها وأحاطتها بالدعم والسند لتمكينها من الانضمام إلى هذه الهيئة المركزية التي أسندت إليها المهمة الثقيلة والنبيلة لحفظ السلم والأمن الدوليين.


