جولة ثانية لانتخابات الرئاسة التركية ومهمة صعبة للمعارضة ضدّ أردوغان

0
57

حقق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تقدما مريحا في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية بينما يواجه منافسه مهمة شاقة لمنعه من تمديد حكمه لعقد ثالث في جولة الإعادة المقررة يوم 28 مايو أيار، وتراجعت الأصول التركية بعد أنباء حصول أردوغان على أقل قليلا من نسبة 50 بالمئة المطلوبة ليتجنب البلد العضو في حلف شمال الأطلسي جولة إعادة في الانتخابات الرئاسية التي يُنظر إليها على أنها استفتاء على حكمه السلطوي، ويبدو أن تحالف الشعب بزعامة أردوغان، والذي يضم حزب العدالة والتنمية ذي الجذور الإسلامية وأحزابا أخرى قومية، بصدد الفوز بأغلبية في البرلمان الجديد بالحصول على 321 مقعدا من أصل 600 مقعد، مما يعزز فرص أردوغان في جولة الإعادة الرئاسية، وقال أردوغان في كلمة ألقاها أمام أنصاره المبتهجين في مقر حزب العدالة والتنمية الحاكم في العاصمة أنقرة الليلة الماضية “الفائز هو بلا شك بلدنا”، وفي الفترة التي سبقت الانتخابات تمَلَّك المعارضة شعور بأنها نالت أفضل فرصها حتى الآن لإسقاط أردوغان بدعم من استطلاعات الرأي التي أظهرت أنه يتخلف عن منافسه الرئيسي كمال كليتشدار أوغلو. لكن النتائج تشير إلى أن أردوغان وحزبه نجحا في حشد الناخبين المحافظين على الرغم من أزمة غلاء المعيشة، وتعهد كليتشدار أوغلو ممثل تحالف المعارضة السداسي بالفوز في جولة الإعادة واتهم حزب أردوغان بالتدخل في إحصاء النتائج وإعلانها، داعيا أنصاره إلى التحلي بالصبر، لكنهم بدوا محبطين، على النقيض من ذلك، ظهر مؤيدو أردوغان مبتهجين مع إحصاء النتائج، وقال مهندس أمن المعلومات فايز بالكو (23 عاما) إنه على يقين من قدرة أردوغان على حل المشكلات الاقتصادية في البلاد، وأضاف “من المهم جدا للأتراك أن يفوز أردوغان في الانتخابات، إنه قائد عالمي وكل الأتراك والمسلمين يريدون رؤيته رئيسا”.

 

انتخابات محورية

قال رئيس اللجنة العليا للانتخابات التركية أحمد ينر للصحفيين إنه بعد فرز 99 بالمئة من صناديق الاقتراع تقدم أردوغان بنسبة 49،4 بالمئة من الأصوات في حين حصل كليتشدار أوغلو على 44،96 بالمئة وإن نسبة المشاركة في الانتخابات بلغت 88،8 بالمئة، من شأن تمديد حكم أردوغان لعقد ثالث أن يثير قلق نشطاء الحقوق المدنية الذين يدعون لإصلاحات لاحتواء الضرر الذي يقولون إنه ألحقه بالديمقراطية، وقد يمهد فوز المعارضة الطريق أمام الإفراج عن آلاف الناشطين والسجناء السياسيين، وتراجعت الأسهم التركية واستقرت الليرة قرب أدنى مستوى لها في
شهرين وانخفضت السندات السيادية الدولارية وارتفعت تكلفة التأمين على الانكشاف على ديون البلاد، وعبر بعض المحللين عن قلقهم إزاء حالة عدم اليقين وتقلص فرص العودة إلى السياسة الاقتصادية التقليدية، وقال ولفانجو بيكولي، الرئيس المشارك لشركة تينيو للخدمات الاستشارية “يحظى أردوغان الآن بتفوق نفسي واضح على المعارضة، من المرجح أن يكثر أردوغان من تصريحاته التي تركز على الأمن القومي خلال الأسبوعين المقبلين”، تحضى الانتخابات بمتابعة وثيقة في أوروبا وواشنطن وموسكو، وأيضا في أنحاء المنطقة حيث سعى أردوغان إلى ترسيخ نفوذ بلاده بينما يوطد روابطها مع روسيا مما أدى لتوتر علاقاتها مع الولايات المتحدة حليفتها التقليدية، وأردوغان هو أحد حلفاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الرئيسيين، وقد يعزز أداؤه القوي في الانتخابات موقف الكرملين لكنه سيثير على الأرجح حفيظة إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن وأوروبا والشرق الأوسط.

الحزن يخيم على المعارضة

من المتوقع أن تؤثر حالة الضبابية في المشهد السياسي على أسواق المال خلال الأسبوعين المقبلين، وسجلت الليرة الليلة الماضية أدنى مستوى لها في شهرين مقابل الدولار وانخفضت إلى 19،70 قبل أن تتراجع إلى 19،645 بحلول الساعة 0600 بتوقيت جرينتش، وارتفعت تكلفة التأمين على تخلف تركيا عن سداد ديونها السيادية
إلى أعلى مستوى لها في ستة أشهر إذ قفزت 105 نقاط أساس من مستويات إلى 597 نقطة أساس، وفقا لستاندرد اند بورز جلوبال ماركت إنتيليجنس، وخيم الحزن في مقر تحالف المعارضة الرئيسي بعد إحصاء الأصوات، وكان كليتشدار أوغلو متقدما بفارق طفيف في استطلاعات الرأي التي سبقت الانتخابات في حين أظهر استطلاعان أن نسبة التأييد له تجاوزت 50 بالمئة، وتوقعت المعارضة أن تستفيد من غضب الناخبين من المشكلات الاقتصادية بعد أن أدت سياسة غير تقليدية تمثلت في خفض أسعار الفائدة إلى أزمة في الليرة وارتفاع التضخم، كما كان من المتوقع أن يؤثر على الناخبين تعامل الحكومة البطيء مع الزلازل الذي أودى بحياة 50 ألف شخص في فبراير شباط، ويتعهد كليتشدار أوغلو باستعادة الديمقراطية بعد القمع الذي مارسته الحكومة على مدى سنوات والعودة إلى السياسات الاقتصادية التقليدية وتمكين المؤسسات التي فقدت استقلالها في عهد أردوغان وإعادة بناء العلاقات الضعيفة مع الغرب، ويخشى معارضون من ازدياد حكم أردوغان البالغ من العمر 69 عاما، والذي حقق نحو عشرة انتصارات انتخابية.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا