قرية جينوار النسوية بسوريا.. لا يسكنها الرجال وتوفّر مأوى المهمشات

0
88

عالم نسائي صرف في هذه القرية الواقعة بالمنطقة الكردية في شمال شرق سوريا حيث تجد مجموعة من النازحات بسبب الحرب والعنف المنزلي ملاذا آمنا ويُعدن بناء حياتهن، وكلمة جينوار، اسم القرية الواقعة في الجزء الغربي من منطقة الدرباسية في شمال شرق سوريا، تعني “مساحة للنساء” باللغة الكردية، وتم بناء القرية عام 2018، وتضم 30 منزلا تستضيف 20 أسرة من النساء والأطفال، ويوجد في جينوار مدرسة وأكاديمية تدريب ومخبز وبعض الحقول التي تزرعها النساء، والعديد من الحيوانات، وبوسع الأطفال الذكور الذين يعيشون مع أمهاتهم البقاء في القرية حتى يوم زواجهم، ومن بين سكان قرية المرأة، ياسمين أحمد البالغة من العمر 33 عاما، والتي غادرت حلب بعد طلاقها واتجهت إلى القامشلي حيث سمعت عن القرية التي تعيش فيها الآن منذ ما يقرب من 15 شهرا مع ابنتها الرضيعة، وقالت ياسمين “صار لي سنة وتلات شهور أنا هون بقرية المرأة، وكيف تعرفت على قرية المرأة؟ أنا طلعت من حلب بعد ما صار انفصالي بيني وبين زوجي. طلعت من حلب جيت على قامشلي. هنيك حكولي عن هاي القرية قالوا لي فيه قرية اسمها قرية المرأة، إنه هاي كتير منيحة مشانك ومشان بنتك، يعني قرية فيها أمان وفيها مثلا كذا مجالات فيكي إنه تشتغلي، تتعلمي شغل هون. حتى إنه دراسة كمان يعني، فينك إنه تكملي دراستك وكذا، يعني عجبتني هاي الفكرة”، وفي جينوار، أوضحت ياسمين أنها حصلت على فرصة جديدة للحياة لأنها تربي طفلتها بشكل مستقل وتطور مهاراتها، وقالت “يعني تغيرت كتير أنا، بهاي الفترة صار فرق كتير إنه بين أنا هلأ وقبل كيف كنت، صار عندي يعني هدف قدامي، صار عندي طموح، صار عندي إني فيه شيء أفكر بحياتي، أؤسس حياتي من أول وجديد دون ما حدا يتدخل، دون ما حد إنه يتحكم فيني أو شي، صار عندي رأي، مثلا عندي بنت إنو أكبِر بنتي وأربيها، إنو متل ما أنا بدي”، وتنضم ياسمين إلى عشرات النساء في القرية، حيث يقضين أيامهن في العمل نهارا بينما يغنين ويرقصن في أمسياتهن، وأضافت “القرية إنو بيهتموا أكتر شي للزراعة، للأرض، يعني حتى هادا فادني، إنه صار عندي خبرة كيف بيزرعوا، كيف بيحصدوا، صار فيه محبة للأرض، يعني صرت هيك أحس بشعور كتير حلو، وقت ما أنا مثلا أزرع شيء وهيك تنجح معي وهيك أستفيد منها كمان وطبعا شي الطبيعة يعني. صار عندي هيك راحة نفسية كتير”.

توضح القروية، روكان يوسف (30 عاما)، أنها تعرضت للعنف المنزلي أثناء زواجها وتعمل الآن في مخبز جينوار وتساعد النساء الأخريات على زراعة الأرض، وقالت روكان يوسف (٣٠ عاما)، “من خلال تجربتي يعني زوجي أنا معه تعرضت كتير للظلم، للعنف، ولما يطّلع فيا نظرة ضعف، إنه أنت كمرة (كامرأة) خلاص بس بالبيت وشغل البيت وعلى العموم هيك يعني أنا صار ظلم كتير يعني وما تحملت”، وأضافت “هون يعني لقيت ذاتي، يعني إرادتي قويت أكتر، لما أفيق الصبح يعني بنطلع نسوان إحنا مع بعض، نتساعد بكل شيء، بالزراعة، بال، مثلا نروح ع الفرن إنه نخبز سوا، الحمد لله حياة حلوة يعني، صرت أنا، كنت بحاجة هيك جو، وبحاجة إنه ألاقي هاي المحبة اللي أنا فقدتها من قبل”، وقالت روكان روجدا، مديرة قرية جينوار، “اليوم تركنا ورانا عشرة، حداشر سنة من الحرب، ويوم ما بنسمع كلمة الحرب بيجي ع بالنا الدمار، الخراب، التهجير، وإلى آخره من الأمور اللي بتكسر بخاطر الإنسان، طبعا بالحروب بشكل عام، وين ما كان يكون، دوم الضحية بتكون المرأة والأطفال”، وأضافت “فطبعا ببناء القرية، كل النساء هن اللي شاركن ببنائها، حتى فيه عندنا أرشيف موجودة كيف النساء بيشتغلوا، بيجهزوا للبناء، فالاعتماد ع الذات آخدينه، قبل ما ناخد قرار بناء ها القرية، كان هاد هدفنا إنه نعتمد ع ذاتنا، نبني قريتنا بعرق جبينا وييجي منها دوم ريحة المرأة”.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا