قال مسؤولون فلسطينيون إن الجيش الإسرائيلي قصف ما لا يقل عن خمسة منازل مكتظة بالسكان في شمال قطاع غزة، ما أدى إلى دفن العديد من العائلات تحت الأنقاض، وأفاد المسعفون أن عمليات الإنقاذ جارية في بلدة بيت لاهيا، حيث أسفر الهجوم عن مقتل 66 شخصًا حتى الآن، بينما لا يزال كثيرون في عداد المفقودين.
توسع العمليات الإسرائيلية شمال غزة
تشهد المناطق الشمالية من قطاع غزة، بما في ذلك بيت لاهيا وجباليا وبيت حانون، تصعيدًا عسكريًا منذ أوائل أكتوبر، وتركزت العمليات الإسرائيلية هناك بهدف، كما تقول إسرائيل، منع مقاتلي حماس من إعادة تنظيم صفوفهم، ومع ذلك، قال سكان المناطق الثلاث إن القوات الإسرائيلية دمرت مئات المنازل، ما أجبرهم على الفرار من ديارهم.
أزمة إنسانية خانقة
يعيش القطاع الشمالي في ظروف إنسانية مأساوية، مع انهيار الخدمات الأساسية ونقص حاد في الإمدادات الطبية. أشار الدكتور حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا، إلى أن المستشفى، مثل غيره في شمال القطاع، بالكاد يعمل بسبب نقص الطواقم الطبية والإمدادات، وذكر أن سيارات الإسعاف غير متوفرة لنقل الجرحى، ما يضطر المسعفين لتقديم العلاج الميداني.
أضاف أبو صفية:
“حتى لو تمكن المصابون من الوصول إلى المستشفى، فإن الكثيرين يفقدون حياتهم بسبب نقص المعدات الطبية والأطباء المتخصصين”.
“الفرار من الموت إلى الموت”
وصفت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) الوضع في غزة بأنه كارثي، وقال المفوض العام فيليب لازاريني:
“80% من سكان غزة في خطر شديد، لا مكان آمن للذهاب إليه، وهم محاصرون بين الموت والجوع”.
تفاقمت الأزمة مع استمرار الحصار الإسرائيلي ومنع وصول المساعدات الإنسانية لأكثر من 40 يومًا، كما زادت عصابات مسلحة من عمليات نهب شاحنات المساعدات، ما أدى إلى ارتفاع حاد في أسعار المواد الأساسية، حيث قفز سعر كيس الطحين (25 كجم) من 50 شيقلًا إلى 700 شيقل في أسبوع.
تفاقم النزوح والمجاعة
أدى التصعيد إلى نزوح معظم سكان غزة البالغ عددهم 2،3 مليون نسمة، وقال أحد النازحين:
“الجوع أصبح السمة العامة في كل مكان في غزة، النازحون يعانون من غياب الغذاء والمأوى، بينما يتشارك الاحتلال واللصوص في حربهم ضد المدنيين”.
حصيلة الخسائر الإنسانية
وفقًا لمسؤولي الصحة في غزة، بلغ عدد القتلى الفلسطينيين منذ بداية الهجوم الإسرائيلي أكثر من 43,922 شخصًا، بينما تقول إسرائيل إن عملياتها جاءت ردًا على هجوم حماس في السابع من أكتوبر، الذي أسفر عن مقتل 1200 شخص في إسرائيل واحتجاز أكثر من 250 رهينة.
تعثر جهود وقف إطلاق النار
رغم محاولات مستمرة للتوسط في هدنة، توقفت الجهود حاليًا، أعلنت قطر تعليق وساطتها إلى حين استعداد الطرفين لتقديم تنازلات.
استمرار الضربات في أنحاء القطاع
رغم تركيز العمليات في شمال غزة، شنت إسرائيل هجمات أخرى في أنحاء القطاع، قتل شخصان في مخيم النصيرات وسط القطاع، بينما أودى هجوم في رفح جنوبًا بحياة ثلاثة أشخاص.
تواجه غزة الآن أزمة إنسانية غير مسبوقة وسط انعدام الأفق السياسي وسكوت دول العالم، حيث يستمر العنف في تعميق معاناة السكان المدنيين.