حقائق عن المعارك الدائرة في مجمع الشفاء ومحيطه بمدينة غزة

0
11

أعلن الجيش الإسرائيلي قبل أيام أنه بدأ “عملية محددة” الهدف على أكبر مؤسسة صحية في قطاع غزة تعمل في الأصل بالحد الأدنى من الطاقم والمستلزمات ولجأ إليها آلاف النازحين جراء الحرب المستعرة والدمار الهائل الذي خلفته، وقال الجيش إنه تصرف بناء على معلومات تشير إلى وجود قادة من حركتي حماس والجهاد الإسلامي في المستشفى، وأكد شهود عيان لوكالة فرانس برس أن الجيش قصف الأحياء المحيطة   مثل الرمال والنصر وصولًا إلى أطراف مخيم الشاطئ على بعد نحو 500 متر، بالمدفعية والطائرات والدبابات.

توغلت عشرات الدبابات والمركبات العسكرية في تلك الأحياء وصولُا إلى المجمع الذي طوقته. ثم قام الجيش بإلقاء منشورات تدعو السكان المتواجدين في المجمع والأحياء المحيطة “بإخلائها بشكل فوري” والتوجه إلى الشاطئ والسير على طريق الرشيد الساحلي وصولا إلى منطقة حددها في المواصي على بعد نحو 30 كيلومترًا، وشاهد مراسل لوكالة فرانس برس مئات الأشخاص يفرون في اليوم الأول من الأحياء المحيطة هربًا من القصف باتجاه البلدة القديمة في مدينة غزة فيما توجه العشرات جنوبًا.

منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة في 7 تشرين الأول أكتوبر، لجأ آلاف الأشخاص إلى مجمع الشفاء. وأفادت شهادات جمعتها وكالة فرانس برس أن عددًا كبيرًا منهم ما زالوا بداخله، موزعين في أقسامه المختلفة ولا يعرف مصيرهم، وسبق أن اقتحم الجيش المجمع في تشرين الثاني/نوفمبر وهو يتهم حماس باستخدام المستشفى كمركز قيادة، ونشر الجيش خلال الأيام الماضية مقاطع فيديو تظهر فيها أسلحة ورزم من المال قال إنه صادرها منه.

  
  معارك عنيفة داخل المجمع وحوله

تدور معارك بين الجنود ومقاتلين فلسطينيين حول المجمع وبداخله، وفق ما أفاد الجيش الذي نشر صورا لهذه المعارك، وقال إنه قتل “أكثر من 140” مقاتلا فلسطينيا قبل أيام، واتهمت وزارة الصحة التابعة لحماس الجيش بقتل “عشرات النازحين والمرضى والعاملين في المجال الطبي” من دون إعطاء رقم محدد، وهو ما نفاه المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري الذي أكد أنه “لم يصب أي مدني أو طبيب أو أحد أفراد الطاقم الطبي” في العملية، وتحدث شهود تم الاتصال بهم عن سماع أصوات انفجارات طوال الوقت واطلاق نار، في اشتباكات خارج المستشفى من الجهتين الغربية والشمالية، وقال الشهود إن المعارك خلفت دمارًا واسعًا في الأحياء المحيطة بالمستشفى وفي المجمع نفسه الذي اقتحمه الجيش، وقال ممرض موجود في المجمع رفض الكشف عن اسمه إن هناك “آلاف النازحين، ولا يوجد أكل ولا شرب يكفي”. وأضاف أن “المسيرات والدبابات قصفت المجمع خلال الليل وكل المباني متضررة، دمروا قسم الجراحات الليلة”، قالت مريم (42 عاما) وهي نازحة تتواجد في قسم الأمراض الباطنية في المستشفى واكتفت بإعطاء اسمها الأول، الخميس إن “الجيش أطلق قذائف طوال الليل علينا في قسم الولادة وقسم الباطنة وطلبوا منا حوالي الواحدة فجرًا عبر مكبر الصوت أن نخرج وإلا سيقصفون المبنى علينا. نحن هنا مئات النساء والاطفال والرضع وليس لدينا طعام ولا ماء. من أمس (الأربعاء) لم نأكل شيئًا”، وأضافت أن “الاطفال لا يستطيعون الوقوف من قلة الطعام والخوف، لا نستطيع حتى الذهاب للحمام”.

    اعتقالات وتحقيق واستجواب 

قال دانييل هاغاري إن القوات الإسرائيلية اعتقلت حتى الآن “أكثر من 250” شخصا قال إنهم ينتمون إلى حركتي حماس والجهاد الإسلامي، وأضاف أن 350 شخصا آخرين يشتبه في أنهم على صلة بالحركتين، يخضعون للتحقيق،  وقالت مريم إن الجيش أخذ “كل الرجال والشباب فوق 16 سنة وحتى المعاقين حركيا والمصابين، طلبوا منهم أن يخلعوا كل ملابسهم في البرد الشديد، ليست لديهم رحمة، جمعوهم بساحة المستشفى بعدما قيدوهم ووضعوا رؤوسهم بالارض وضربوهم بالبنادق واطلقوا النار باتجاههم. أكيد أنهم قتلوا وأصابوا عددا منهم. بعد 4 ساعات أخذوهم خارج المستشفى، كانوا يشتمونهم وطلبوا منهم الهتاف بكلمات مثل +حماس إرهابية+ وكان معهم كلاب، لو خرجنا كانوا سيطلقون النار علينا أو يعذبونتا”، وقال يونس وهو مريض يبلغ من العمر 60 عاما، فضل عدم الإفصاح عن كنيته حرصا على سلامته، “أخرجونا بدون ملابس وضربوا كل الشباب، واعتقلوهم، سمعتهم يقولون بالعبرية اعتقلنا أشخاصا مهمين من حماس، عصبوا عينيّ حتى لا أرى أحداً، تكلمت معهم بالعبرية وقلت لهم إني مريض. استجوبوني وسألوني إن كنت أعرف أحدا من حماس، قلت لهم، لا أعرف أحدًا ثم تركوني، وجئت إلى مدرسة الأونروا في الرمال”، وذكر الممرض الذي قال إنه تم اعتقاله ثم الإفراج عنه، لفرانس برس أن الجيش “حول مدرسة بجانب المجمع إلى مركز تحقيق واعتقال، اخذونا إليها”.

 مفاوضات في الدوحة

اقتحم الجيش مجمع الشفاء في اليوم نفسه الذي أرسلت فيه إسرائيل وفدًا إلى الدوحة للتفاوض على هدنة وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة، وأكد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي أن العملية في مستشفى الشفاء “مهمة جدًا أيضا للضغط” على حماس في المفاوضات الجارية وإطلاق سراح الرهائن، وتفقد هاليفي الجنود في المجمع  الأربعاء، واتهم رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية إسرائيل بأنها تسعى إلى “تخريب” المفاوضات من خلال العملية.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا