دانت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان إيطاليا بسبب ظروف اعتقال ونقل مهاجرين سودانيين تُركوا عراة بين مهاجرين آخرين، وحكمت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان في قضيتين رفعهما ضد إيطاليا تسعة مواطنين سودانيين وصلوا عن طريق البحر في صيف العام 2016، وفي ما يتعلق بشكاوى المدعين الأربعة في القضية الأولى، قضت المحكمة بالإجماع بوجود انتهاك للمادة الثالثة من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان حول المعاملة اللاإنسانية أو المهينة للأشخاص، واعتبرت المحكمة أن ظروف توقيفهم ونقلهم بالحافلات تسببت في معاناة الأشخاص المعنيين وإذلالهم، وأمرت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان إيطاليا بدفع ما مجموعه 27 ألف يورو تعويضًا عن الأضرار المعنوية وأربعة آلاف يورو للتكاليف والنفقات.
في التفاصيل، اضطُر المهاجرون إلى نزع ملابسهم للخضوع لاختبار طبي بعد توقيفهم، لكن المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان اعتبرت أن ذلك لم يكن مقنعًا بما يكفي لتبرير تركهم عراة بين العديد من المهاجرين الآخرين دون أن يتمتّعوا بأي خصوصية وفي ظلّ مراقبة الشرطة، واضطروا كذلك إلى التنقل في حافلات لفترات طويلة وفي فترة شديدة الحرارة، دون ما يكفي من الماء والطعام ودون معرفة وجهتهم وسبب سفرهم إليها. ولفتت المحكمة إلى أنهم ظلوا تحت المراقبة المستمرة للشرطة، في أجواء من العنف والتهديدات، وخلصت المحكمة، ومقرها ستراسبورغ، إلى حدوث انتهاك للمادة الثالثة أيضًا في ما يتعلق بأحد السودانيين الذي قال إنه تعرض للضرب أثناء محاولة ترحيل أخرى، وأشارت إلى أنه لم يتم إجراء أي تحقيق حتى الآن في هذا الشأن.