عودة على الفشل الأمني بملعب فرنسا والتركيز على استقبال المشجعين

0
40

بعد مرور عام على الفشل الأمني الذريع في المباراة النهائية لمسابقة دوري أبطال أوروبا 2022 بين ريال مدريد الإسباني وليفربول الإنكليزي، اتخذ الاتحاد الأوروبي لكرة القدم سلسلة من الإجراءات لتحسين استقبال المشجعين، لكن على المدى الطويل أيضًا، يتعيّن عليه إعادة التفكير في اختيار البلدان المضيفة.

   ما هي مسؤولية ويفا في أحداث ملعب فرنسا؟

إذا كان تصرّف السلطات الفرنسية أثار انتقادات، خصوصاً من جانب أنصار ليفربول الذين وقعوا ضحايا للسرقة والعنف وعدم الانصاف من قبل وزير الداخلية جيرالد دارمانان، فإن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم يتحمل “المسؤولية الأساسية عن الإخفاقات التي كادت تؤدي إلى كارثة” حسب خلاصة تحقيق مستقل لاذع في منتصف شباط/فبراير، وكتب خبراء وقتها أنه كان يتعيّن على ويفا، الهيئة المنظّمة لأهم مباراة في القارة العجوز “أن تراقب وتشرف وتساهم في الإجراءات الأمنية” مهما كانت أوجه القصور لدى الفاعلين الآخرين في الحدث من إدارة وسائل النقل إلى استخدام الغاز المسيل للدموع ورذاذ الفلفل ضد العائلات المتضررة، واعتذر الاتحاد الأوروبي للعبة، ووعد بإدخال “التغييرات المناسبة”، معلنا مطلع آذار/مارس عن تعويض تذاكر جميع مشجعي ليفربول وكذلك، على أساس كل حالة على حدة، أنصار ريال مدريد وغيرهم من المتفرجين “المتضررين من صعوبة الوصول إلى الملعب.

ما هي الدروس التي استخلصها ويفا؟

في الخامس من أيار/مايو، قدّم الاتحاد الأوروبي سلسلة من الإجراءات “لتعزيز حماية المشجعين” خلال المباريات النهائية الثلاث للمسابقات القارية: دوري أبطال أوروبا في العاشر من حزيران/يونيو في اسطنبول، الدوري الأوروبي “يوروبا ليغ” في 31 أيار/مايو في بودابست وكونفرنس ليغ في السابع من الشهر المقبل في براغ، بشكل ملموس، فضلاً عن تعزيز لافتات تحديد الاتجاهات حول الملاعب، تعهّد الاتحاد القاري بنشر موظفين إضافيين لاستقبال المتفرّجين “على وجه الخصوص” العائلات والأشخاص ذوي الإعاقة، من خلال دمج جمعيات المشجعين في التخطيط للمباريات، وقال الفرنسي رونان إيفان، المدير التنفيذي لرابطة “مشجعي كرة القدم أوروبا” التي تعمل على هذا الموضوع مع الاتحاد الأوروبي للعبة “عندما يصل الناس إلى الملعب، فإن الفكرة هي تجن!ب أن يكون محاوروهم الوحيدون هم شرطة مكافحة الشغب”، وعلى نطاق أوسع، تُعدّ المنظّمة التي تتّخذ من نيون مقراً لها، بتعزيز “متطلباتها فيما يتعلق بترشيحات البلدان المضيفة” التي تضمّ 55 اتحاداً عضوًا، في بلدان ذات ثقافات سياسية وبوليسية متنوعة جداً – دون أن تكون هذه النقطة الحاسمة مفصَّلة جدا.

هل يمكن أن يتكرر هذا الفشل؟

مثل جميع المنظمات الرياضية، لا يزال الاتحاد الأوروبي لكرة القدم يعتمد على الدول المضيفة لمسابقاته، خصوصاً فيما يتعلّق بالحفاظ على الأمن، حيث تصطدم مباشرة مع المجال السيادي وممارسات الشرطة المحلية والتي لا تملك عليها أي سلطة، ويؤكّد خبير جيّد في الهيئات الكروية أن “المسألة الأساسية، هي فرصة إسناد مثل هذه الأحداث إلى أنظمة استبدادية”، حتى عندما تحرص بشدة على استضافتها للحصول على هيبة سياسية منها، وفي هذا الصدد، فإن المباراة النهائية للمسابقة القارية العريقة المقرّر إقامتها في اسطنبول لا تطمئن المراقبين تمامًا، خصوصاً مع ذكرى الكأس السوبر الأوروبية لعام 2019 التي استضافها ملعب بشيكتاش بارك والتي فاز بها ليفربول على حساب مواطنه تشلسي، ويروي المصدر ذاته أنه “قبل ساعة ونصف الساعة، استبدلت القيادة التركية المضيفين بضباط شرطة للقيام بعمليات التفتيش والذين لا يتحدثون الإنكليزية وصادروا الأوشحة والأعلام” من الجماهير، ويضيف “لا يوجد حاليًا ما يمنع مثل هذا السيناريو، حتى لو كان الاتحاد الأوروبي لكرة القدم يعتزم أن يفرض في وثائق الترشيحات المستقبلية أن كل بلد مضيف للمباريات النهائية يتعهد بالتصرف وفقًا لفلسفة اتفاقية مجلس أوروبا بشأن أمن مباريات كرة القدم حتى لو لم تكن بلاده منضوية تحت لوائها”.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا