بشار الأسد ضيف السعودية والقمة العربية بعد عزلته الإقليمية

0
7

يحضر الرئيس ىالسوري بشار الأسد السعودية إلى لحضور قمة لجامعة الدول العربية، وسيلتقي بالقادة الذين نبذوه لسنوات في تحول كبير في السياسة تعارضه الولايات المتحدة وقوى غربية أخرى، ويحضر القمة أيضا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي يسعى لحشد الدعم لكييف في مواجهة الغزاة الروس، ونبذت الدول العربية ا أسد لأكثر من عقد استطاع فيه تحويل دفة الصراع في الحرب الأهلية لصالحه بمساعدة روسيا، وتحاول دول الخليج الوقوف على الحياد من الصراع الدائر في أوكرانيا على الرغم من ضغوط غربية على الدول الخليجية المنتجة للنفط للمساعدة في عزل روسيا، العضو الرئيسي في أوبك، وعودة حكومة الأسد إلى الجامعة العربية دلالة على انتهاء عزلته، وكان نائب أمير منطقة مكة الأمير بدر بن سلطان والأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط في استقبال الأسد لدى وصوله إلى جدة حيث تعقد القمة، وكان برفقة الأسد عدد من المسؤولين السوريين، ومن المتوقع أن يلقي الأسد كلمة أمام القمة في وقت لاحق  إلى جانب زعماء عرب آخرين.

تغير الحال كثيرا بمرور الزمن، ففي قمة عربية استضافتها قطر قبل عقد مضى، جلست المعارضة السورية في مقعد سوريا، وفي عام 2018 قال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إن المنطقة لا يمكن أن تتسامح مع “مجرم حرب” مثل الأسد، على حد وصفه، وقبل انعقاد القمة، جددت الولايات المتحدة معارضتها لتطبيع العلاقات مع دمشق، وقال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل للصحفيين في واشنطن “نعتقد أنه لا ينبغي (السماح) بإعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية” مضيفا أنه يجب عدم رفع العقوبات عنها، وذكر “فيما يتعلق بالتطبيع، نحن لا نؤيد التطبيع مع نظام الأسد، ولا ندعم شركاءنا في القيام بذلك”، لكن باتيل قال “لدينا بعض الأهداف المشتركة” مثل إعادة الصحفي أوستن تايس للوطن، وهو جندي سابق في مشاة البحرية الأمريكية اختطف في سوريا عام 2012، وقدمت مجموعة من نواب الكونجرس عن الحزبين الجمهوري والديمقراطي مشروع قانون الأسبوع الماضي يهدف إلى منع اعتراف الولايات المتحدة بالأسد رئيسا لسوريا وتعزيز قدرة واشنطن على فرض عقوبات.

 أسلحة كيماوية

يمثل حضور الأسد قمة السعودية تحولا كبيرا بالنسبة للزعيم السوري، الذي وصفه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بأنه “حيوان” لاستخدامه أسلحة كيماوية في عام 2018، وهو اتهام ينفيه الأسد باستمرار، وغادر الأسد سوريا مرات معدودة منذ اندلاع الحرب زار خلالها فقط إيران وروسيا وذلك حتى عام 2022 عندما توجه إلى الإمارات، في أول زيارة له إلى دولة عربية منذ عام 2011، ولا تزال مساحات شاسعة من سوريا خارج سيطرته، وتنتشر القوات التركية في معظم أنحاء الشمال الغربي، الذي ما زال في قبضة المعارضة، بينما تسيطر الجماعات التي يقودها الأكراد على الشرق والشمال الشرقي، بما في ذلك حقول النفط السورية، بدعم من القوات الأمريكية المنتشرة هناك، وكتب سالم المسلط أحد الشخصيات البارزة في المعارضة السياسية السورية للأسد على تويتر أن حضوره بمثابة مكافأة مجانية لمجرم حرب، وتعد عودة الأسد إلى الصف العربي جزءا من اتجاه أوسع في الشرق الأوسط حيث تتخذ دول احتدمت بينها الخلافات ذات يوم خطوات لإصلاح العلاقات المتوترة بسبب صراعات وتنافس لسنوات، ودعمت السعودية وقطر وغيرهما لسنوات معارضين للأسد، لكن الجيش السوري، بدعم من روسيا وإيران، استعاد السيطرة على معظم البلاد منذ سنوات.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا