تأهل مانشستر سيتي إلى نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم للمرة الثانية في ثلاثة مواسم بفوزه أربعة مقابل صفر على ريال مدريد حامل اللقب في إياب قبل النهائي اليوم الأربعاء وخمسة أهداف مقابل هدف1 في مجموع المباراتين، وسجل برناردو سيلفا هدفين في الشوط الأول ليسيطر سيتي على المباراة أمام بطل أوروبا 14 مرة بينما أحرز مانويل أكانجي الهدف الثالث لأصحاب الأرض في الشوط الثاني قبل أن يسجل خوليان ألفاريز الرابع في الوقت المحتسب بدل الضائع ليثأر سيتي بقيادة مدربه بيب جوارديولا لهزيمته في الدور ذاته الموسم الماضي، وسيصبح سيتي المرشح الأوفر حظا للفوز باللقب الذي يسعى الشيخ منصور بن زايد لحصده منذ استحواذه على النادي في 2008 عندما يواجه إنتر ميلان في النهائي، وذلك بعد خسارته أمام تشيلسي في المباراة النهائية قبل عامين، ولم يخسر سيتي في 26 مباراة متتالية على ملعبه في دوري الأبطال ولم تتهدد هذه المسيرة، حيث أرسل لاعب الوسط البرتغالي سيلفا تسديدة جاء منها الهدف الأول في الدقيقة 23 بعدما سكنت الكرة مرمى الحارس البلجيكي تيبو كورتوا قبل أن يرسل ضربة رأس سكنت الشباك في الدقيقة 37، وكان الشوط الثاني بمثابة تحصيل حاصل إذ استمر تفوق سيتي، الذي اقترب من تحقيق ثلاثة ألقاب هذا الموسم، على ريال الذي كان يسعى للفوز باللقب للمرة السادسة في عشرة مواسم لكنه بدا عاجزا عن منع أصحاب الأرض من هز شباكه، وكانت المباراة 191 للمدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي في دوري الأبطال ليلة للنسيان، حيث لم يخرج أي شيء من جعبته رغم مسيرته المهنية اللامعة، ووفقا لإحصاءات الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (اليويفا) شن سيتي 69 هجمة لكن بفضل عدة تصديات مذهلة من الحارس كورتوا اكتفى الفريق الإنجليزي بأربعة أهداف فقط، وقال داني كاربخال، واحد من أربعة لاعبين في التشكيلة الأساسية لريال مدريد فازوا باللقب خمس مرات مع النادي الإسباني، “المنافس كان أفضل منا بفارق كبير، كان منافسا متفوقا للغاية”، وكانت هناك أجواء كبيرة من الترقب والتوتر قبل انطلاق المباراة داخل سيتي لأن المواجهة وصفت بأنها محسومة بحكم الأمر الواقع خاصة بعد تأهل إنتر، وسيلتقي إنتر، الذي يخوض أول نهائي قاري منذ ثلاثة عشر عاما رغم موسمه المتوسط في الدوري الإيطالي، مع سيتي في النهائي.

عام واحد من الألم
كان هناك ألم من مواجهة الموسم الماضي عندما تقدم سيتي بخمسة أهداف مقابل ثلاثة في مجموع المباراتين حتى الدقيقة 89 في إياب قبل نهائي البطولة ذاتها في سانتياجو برنابيو لكنه خسر بستة أهداف مقابل خمسة في النتيجة الإجمالية، وقال جوارديولا، الفائز بلقب دوري الأبطال مرتين كمدرب مع برشلونة، “عانينا من الألم في أحشائنا لمدة عام”، ومثلما حدث في العاصمة الإسبانية، سيطر سيتي على المباراة مبكرا فيما أنقذ كورتوا مرماه من فرصتين في أول 20 دقيقة من ضربتي رأس من هالاند، وكان محظوظا قليلا في الأولى وتصدى للثانية بشكل مذهل، وضغط سيتي بقوة ولم يتأخر اختراق دفاع ريال مدريد، حيث سدد سيلفا بقدمه اليسرى من الناحية اليمنى من داخل منطقة الجزاء في مرمى كورتوا، وكانت هذه المحاولة الثامنة لسيتي في أول 23 دقيقة من البداية، واحتاج ريال مدريد نصف ساعة ليشن أول هجمة على مرمى أصحاب الأرض وحتى ذلك الحين فاز كايل ووكر بسباق سرعة مع فينيسيوس جونيور ليقضي على هجمة خطرة، وأطلق توني كروس بعدها تسديدة بقدمه اليمنى ارتدت من العارضة بعدما لمسها إيدرسون حارس سيتي.

بفارق هدف واحد كان دائما خطيرا أمام ريال مدريد، لكن سيلفا ضمن إنهاء سيتي للشوط الأول متقدما بهدفين مقابل صفر ووضع قدما في النهائي عندما تابع بضربة رأس في المرمى تسديدة زميله إيلكاي جندوجان التي ارتدت من الدفاع، واحتاج ريال لبعض السحر ليمنح نفسه الأمل وقد تحقق ذلك بعد ست دقائق من بداية الشوط الثاني عندما تصدى إيدرسون ببراعة لركلة حرة من ديفيد ألابا، وبذل كورتوا قصارى جهده للإبقاء على فريق أنشيلوتي في المباراة عندما تصدى لمحاولة اخرى من هالاند ليحرم المهاجم النرويجي من هدفه 53 في موسم مذهل، لكن أي أمل في تكرار انتفاضة العام الماضي المذهلة اسُتبعدت عندما أرسل دي بروين تمريرة عرضية من ركلة حرة ارتطمت في أكانجي وميليتاو وسكنت الشباك، وأضاف ألفاريز، الذي شارك بدلا من هالاند، الهدف الرابع في الوقت المحتسب بدل الضائع بتسديدة أرضية مباشرة من داخل منطقة الجزاء بعد تمريرة بينية من فيل فودن، وبعد ضمان مكانه في نهائي إسطنبول، يمكن لسيتي الفوز بلقبه الخامس للدوري الإنجليزي الممتاز في ستة مواسم الأسبوع المقبل، كما أنه يتطلع للفوز بكأس الاتحاد الإنجليزي.


أيّ مستقبل ينتظر أنشيلوتي؟
بشخصيته اللطيفة الهادئة، حاجبيه المتراقصين وموهبته كمتحدّث، احتوى الجماهير، الصحافيين، المسؤولين والأهم: اللاعبين، قال “كارليتو” قبل سنة خلال الاحتفال بلقب الليغا في أيار/مايو 2022 “اللاعبون أصدقائي”، وإذا كان في وقت مضى أعلن انه سينهي مسيرته في ريال مدريد، أقرّ المدرب الإيطالي انه قد يكون تسرّع، تطارده البرازيل بشراسة، بعد رحيل مدربها تيتي اثر مونديال عادي شهد تأهلها إلى ربع النهائي قبل الخروج أمام كرواتيا بركلات الترجيح، وأمام الحاح الصحافيين، فان أنشيلوتي الذي سيبلغ الرابعة والستين في 10 حزيران/يونيو المقبل يوم نهائي دوري الأبطال، قطع الطريق عليهم الربيع الماضي “فلتكن الأمور واضحة: لن أتحدث عن مستقبلي الاحترافي قبل نهاية الموسم، أنا هادئ وأركّز على موسمنا. أريد الوصول إلى نهاية عقدي، حتى 2024″، ختم ممازحاً على غرار نهاية مؤتمراته الصحافية “وإذا كان ريال سعيداً مني، إذا أراد الاحتفاظ بي، سأبقى حتى 2034″، وأضاف مطلع نيسان/أبريل الماضي “لا أعرف رئيس الاتحاد البرازيلي لكرة القدم، أما إذا أراد القدوم إلى مدريد لمفاوضتي، أحب أن التقيه وأرحّب به، أنا أحبّ البقاء في ريال مدريد، أحبّ هذا النادي”، يمكن تفهّم قرار أنشيلوتي خصوصاً قبل موسم 2024 الذي يبدو واعداً، سيلعب أخيراً في ملعبه المُتجدّد سانتياغو برنابيو. يتوقع أن تنتهي أعمال انطلقت مطلع جائحة كوفيد-19 في كانون الأول/ديسمبر 2023، موعد التدشين المنتظر، كما ان تشكيلة الفريق الأبيض مستمرة في التطوير: أكّد أنشيلوتي استقدام الظهير الأيسر فران غارسيا من رايو فايكانو، ويأمل في عودة لاعب الوسط ابراهيم دياس المعار إلى ميلان الإيطالي، ويعمل ريال على ملف لاعب الوسط الإنكليزي اليافع جود بيلينغهام المتألق هذا الموسم مع بوروسيا دورتموند الألماني، حسب تقارير صحافية، فان دورتموند أعطى موافقته للقلعة البيضاء، لكن يبقى التفاهم على البند الجزائي الذي قد يتخطى المئة مليون يورو، في ظل هكذا معطيات، سيكون أنشيلوتي، المدرب الوحيد الذي بلغ نصف نهائي دوري الأبطال في أربعة عقود (1990-2020)، مقتنعاً لاطالة فترة إقامته في العاصمة، سيكون جاهزاً أيضاً لمغامرة جديدة توصله إلى لقب خامس كمدرب في دوري الأبطال واللحاق برصيد الفرنسي زين الدين زيدان، ثاني أكثر المدربين حصداً للألقاب مع ريال مدريد (11) وراء ميغيل مونيوس (14).


