هدنة تلفها المحاذير في غزّة بعد قصف إسرئيلي استمر خمسة أيام

0
40

بوساطة مصرية، أنهى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة مواجهة بين الجيش الاسرائيلي وفصائل فلسطينية مسلحة، استمرت خمسة أيام وأسفرت عن سقوط 35 قتيلا معظمهم من الفلسطينيين، ودخل الاتفاق حيز التنفيذ ليل السبت ليعود الهدوء في قطاع غزة وإسرائيل، بدون أصوات قصف أو طائرات أو دوي صفارات الانذار، وعادت الحياة إلى شوارع قطاع غزة التي ضاقت بالمارة والمركبات، وأبحر صيادون في مراكبهم في القطاع الساحلي، وتفقد سكان غزة الدمار الذي لحق بمنازلهم في مناطق مختلفة، وبعد دخول الاتفاق حيز التنفيذ مساء السبت، خرج الفلسطينيون في قطاع غزة إلى الشوارع محتفلين، وكانت المواجهات الأخيرة الأعنف بين غزة وإسرائيل منذ آب/أغسطس 2022. وقد بدأت الثلاثاء بضربات جوية أسفرت عن مقتل ثلاثة قادة عسكريين في حركة الجهاد الإسلامي التي تصنفها اسرائيل والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي “منظمة إرهابية”، وأعلن مكتب تنسيق الشؤون المدنية الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية (كوغات) عن “إعادة فتح جزئي وتدريجي” لمعبر بيت حانون (ايريز) شمال القطاع ومعبر كرم ابو سالم التجاري (جنوب)، وأضاف أن “الفتح الكامل” للمعابر سيكون ممكنا بعد إجراء “تقييمات جديدة للوضع”، من جهته، قال مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط تور وينيسلاند في بيان “أشعر بحزن عميق للخسائر في الأرواح، بما فيها أرواح الأطفال والنساء التي تسببت بها الضربات الإسرائيلية وإطلاق الصواريخ العشوائي على إسرائيل من قبل الجهاد الإسلامي ومجموعات أخرى”، وأضاف وينيسلاند “أدعو كل الأطراف الى احترام وقف اطلاق النار، وأنتظر بفارغ الصبر” أن تصل المساعدات الإنسانية مجددا الى غزة، وإذا كان الهدوء قد عاد الى قطاع غزة، فإن مواجهات سجلت في الضفة الغربية المحتلة،  كذلك، أفاد الجيش الإسرائيلي أنه أوقف في نابلس فلسطينيين قال إنهما اطلقا النار على قوات الأمن في 25 مارس في قرية حوارة وأصابا جنديين.

تعويض 

في قطاع غزة، رأى ميسرة فروانة أن جولة التصعيد الأخيرة كانت “من أروع الجولات التي اتسمت بالوحدة الوطنية وكان فيها تكاتف لفصائل المقاومة”، أما محمد اللوح (69 عاما) فطالب بالحصول على تعويض بعد أن فقد منزله.  وقال “نحن في الشارع لا بيت لأولادي وأحفادي، على الأقل أن يستأجروا لنا منزلا نسكن فيه”. واضاف أن “حجم الدمار كبير”، وفي عسقلان قالت المتخصصة الاجتماعية ياعل (60 عاما) “كنا خائفين جدا … أن نبقى عالقين في المنزل أربعة أيام أمر صعب جدا”، وفي رمات غان قرب تل أبيب، رحبت عنات دوليف بالهدنة. وقالت “جيد أنهم توصلوا إلى وقت لإطلاق النار”. ورأت دوليف أنه “من المخزي أن يكون هناك المزيد والمزيد من جولات” العنف، أطلق عدد من الصواريخ في ربع الساعة الذي تلى موعد دخول الهدنة حيز التنفيذ  (19,00 ت غ) أعقبته ضربات اسرائيلية جديدة قبل العودة إلى الهدوء، وذكر الجيش الإسرائيلي أن صاروخين أطلقا من غزة لم يتسببا بإصابات، وقال وزير الخارجية الإسرائيلي ايلي كوهين الأحد “أشيد بالجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن الداخلي (الشين بيت) وكافة قوى الأمن على ما قاموا به لضرب إرهابيي الجهاد الإسلامي وحماية سكان إسرائيل”.

ضمانات 

قال مصدر دبلوماسي مطّلع على المفاوضات لوكالة فرانس برس إنه كان هناك العديد من الجولات الفاشلة من محادثات الهدنة بقيادة مصر، ما أثار مخاوف من تصاعد النزاع قبل التوصل إلى اتفاق، وأضاف المصدر الذي لم يكن مصرحا له بالتحدث إلى وسائل الإعلام، أن السياسي اللبناني باسل الحسن كان “له دور رئيسي” في الاتصال بقيادة الجهاد الإسلامي وإعادة المحادثات إلى مسارها، ويترأس حسن لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني، وهي هيئة حكومية أكدت “دوره الفعال” في تسهيل المحادثات بين الامين العام للجهاد الإسلامي زياد النخالة ووسطاء الهدنة، وقال مسؤول في لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني طالبا عدم كشف هويته نظرا إلى حساسية المفاوضات “نتيجة علاقتنا مع قيادة الفصائل الفلسطينية وتحديدا الأمين العام زياد النخالة، تمكنا من القيام ترتيبات معينة ليصبح هناك تواصل مع الأمم المتحدة والمصريين لكي يكون هناك تجاوب مع العروض المقدمة للجهاد الاسلامي بموضوع وقف إطلاق النار”، وأضاف “الأمم المتحدة والمصريون عملوا على تقديم ضمانات لفقرة عن وقف اغتيالات الأفراد لكي تكون، حسب تفسيرهم للعهد، تتضمن وقف الاغتيالات لقيادات الفصائل الفلسطينية وتحديدا الجهاد”، وشكرت كل من إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي مصر على وساطتها التي أشادت بها واشنطن أيضا، فقد أكدت الناطقة باسم البيت الابيض كارين جان بيار في بيان أن البيت الابيض يرحب بإعلان الهدنة “من أجل تجنب المزيد من الخسائر في الأرواح وإعادة الهدوء لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين”، في قطاع غزة الذي يخضع لحصار إسرائيلي منذ سيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عليه في 2007، اتهمت وزارة الداخلية إسرائيل بتركيز ضرباتها “على أهداف مدنية ومبان سكنية”.

تحذير

بين القتلى الفلسطينيين ستة قادة عسكريين من الجهاد الإسلامي ومقاتلون من الحركة ومن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وأكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) مقتل 13 مدنيا فلسطينيا على الأقل بينهم سبعة قاصرين. وقال الجيش الاسرائيلي إن أربعة مدنيين بينهم ثلاثة قاصرين قتلوا بصواريخ فلسطينية سقطت على قطاع غزة، وحذر طارق سلمي المتحدث باسم الجهاد الإسلامي إسرائيل من “أي عمل غبي أو اغتيال لقادة … المقاومة الفلسطينية”، بينما قال محمد الهندي رئيس الدائرة السياسية في الحركة في اتصال هاتفي من القاهرة أن الاتفاق يتضمن تعهدا من إسرائيل “بوقف استهداف مجاهدين”، وتعمل هذه المنظومة الدفاعية عادة عندما تهدد صواريخ مناطق مأهولة، وشهد قطاع غزة المنطقة الضيقة التي يعيش فيها 2,3 مليون فلسطيني يعانون الفقر والبطالة، عددا من الحروب مع اسرائيل منذ 2008.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا